المقالات

في رحاب القصص .. بقلم/ د.عواد بن بايق العمودي

منذ بداية العصر الإنساني كان للسرد القصصي واقعاً يتداوله الناس ، لأن الإنسان بطبيعته كائن صاحب حكايات كما أكده أمبرتو إيكو الفيلسوف الإيطالي ، والبيئات الإنسانية تختلف من جيل لأخر في النقل والعقل في حبكة القصة ومغازيها ، فنجد عند الأغريق قصص الألهات والأرواح الغيبية والأساطير ، التي كانت لها الأثر والتأثير في واقع حياتهم ، فهذه الشمس آلة الجمال التي تأخذ سنك التي سقطت لتهبك سن غزل جميلاً بدلاً من سن ذلك الصبور ، وذلك القمر الذي ضُرِب لكي تعلو على وجه السواد فيتسارع كل نصف شهر لكي يُذهب ذلك السواد ، وتتسرب هذه الأساطير وبعض القصص إلى وقتنا الحاضر ، مما لا شك فيه أن بعض البيئات مكان خصب لصناعة الخرافات وإنتاجها وتوجيهها للنشء ، حيث النزعة التخيلية تكون جلية واضحة في مراحل الطفولة وتتجلى في بعض البيئات البدوية التي تحقق لهم الرغبة في الانفلات من حدود الزمان والمكان ، فكان هنالك أسطورة الغزالة ( الفتاة ) الصغيرة التي تسقيك الماء إذا طلبت الماء قبل النوم ، فتوعد أنها سوف تأتيك وتسقيك الماء ، وفعلاً تستيقض وقد ارتويت من تلك السقاء الجميلة ، وهنالك حبة من حبات رمان الجنة هي موجودة في الرمانة التي سوف تأكلها ، مما يجعلك تحافظ على كل حبة لكي تحظى بحبة الجنة التي في تلك الرمانة ، وهنالك أساطير وقصص على حسب البيئة الزمانية والمكانية ، وتروى هذه الأساطير والقصص لتقريب القيم والمفاهيم للأطفال والشباب ، ونجد توازناً وسبكاً مميزاً، في ذلك السرد القصصي في القرآن الكريم في أجمل صورة وأبهى جمال ويمتد هذا الجمال بقصص الرسول ( ص ) لأصحابه ، وتبقى القصة فناً جميلاً مسلياً معبراً للأجيال وإرثاً تاريخياً تتناقله الأجيال .

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى