المقالات

حفظ الطعام من الهدر

 انتشرت ظاهرة التبذير والإسراف في الطعام وأصبحت مفاخرة رغم جهود بعضاً من الجمعيات الخيرية وإسهاماتهم في حفظ الطعام إلاّ أنها في ازدياد وتقدّر قيمة الهدر الغذائي بالمملكة بمليارات الريالات , وقد أقيم أول مؤتمر دولي ( لحفظ الطعام من الهدر ) في المملكة وقد رعاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض – حفظه الله ورعاه – ” أمير منطقة الرياض ” والعنوان ملفت للانتباه وما يحمله من معاني وقِيم ترتاح لها النفس البشرية التي جُبلت عليه في الحفاظ على جميع النِعم وعدم الإسراف في الطعام والشراب واللباس والسكن ….وغير ذلك من النِعم التي منّ الله بها على الجميع  , وحيث انه قد كثر التبذير ومجاوزة حد الاعتدال في إقامة الولائم في العديد من المناسبات , ومقاطع الفيديو المؤلمة التي ينكرها المجتمع ولا يحبذها البتّة مثل :  * رمي الولائم كاملة في حاويات النفايات * عرض الولائم على وسائل التواصل الاجتماعي بما تشتمل عليه من موائد كبيرة جدا جدا والإهمال في بقايا الطعام وغيرها ……… وحيث أن البعض الذين يقيمون الولائم الكبيرة لا يهمهم عدد الحضور حتى أنه لا يأتي في بالهم كم عدد الحضور التقريبي وما تتطلبه المناسبة بما يكفيهم في إعداد الوليمة بل يتباهون بكثرة الموائد وما عليها من أنواع اللحوم وأصناف الأطعمة إعتقاداً منهم أنه من صميم الكرم والجود أو أنهم يخشون الانتقاد من الآخرين !! أو تحدّي و تنافس حادّ من هو أكبر وليمة وملفته للانتباه  ؟؟!!فكيف يتم رضا الضيف والناس مقابل عدم رضا الله سبحانه وتعالى بهذه الصور التي يطغى عليها التبذير والإسراف التي تغضب الله العلي القدير !!!!  والتي تعتبر سبب من أسباب الهلاك ومحق للبركات وزوال النِعم  , فيتوجب علينا جميعاً عدم التبذير وعدم الإسراف امتثالاً لأمر الله عز وجل , قال تعالى : ﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ سورة الإسراء : 26-27 , وهذا المؤتمر الدولي ( لحفظ الطعام من الهدر) يُطلع المجتمع على الممارسات السلبية في التعامل مع النِعم ، وعرض نماذج مختلفة من تجربة بنوك الطعام في العالم وطرح أفضل الممارسات الإيجابية للاستفادة منها , وأيضا يعزّز من الخبرات في مجال الاستفادة من فائض الطعام ، قال تعالى : ((  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ  )) سورة البقرة  172  

  , وقد نبعت فكرة جمعية ” إطعام ” باختصاصها في المحافظة على الطعام وتوعية ونشر ثقافة حفظ النعمة في المجتمع من خلال تنظيم معارض تثقيفية وتقديم ندوات ومحاضرات لتثقيف المجتمع بأهمية حفظ النعمة وقد أطلقت إطعام حملة ” أحفظها.. واكسب أجرها “، بهدف عدم رمي الزائد من الطعام وإعادة توزيعه على المستفيدين، من خلال أطباق صحية يتم توزيعها في عدد من المولات سجلت “إطعام الرياض” خلال شهر رمضان المبارك الماضي أكثر من ألف ساعة عمل نفذها متطوعون من الشباب في مشروع حفظ النعمة ، ” إطعام ” دربت أكثر من 80 متطوعا ومتطوعة خلال ورشة عمل بعنوان: الممارسات السليمة لتعبئة وتغليف الطعام وقد حصلت على جائزتين الأولى جائزة ” إيجابي الخليج ” كأفضل مشروع إيجابي واجتماعي على مستوى الخليج ، والجائزة الأخرى ” كامبدن للأعمال الخيرية ” برعاية بنك أبو ظبي الإسلامي كأحد أفضل ثلاثة مشاريع خيرية على مستوى الشرق الأوسط , وشهر رمضان الكريم تكثر فيه الموائد المختلفة بكل ما لذ وطاب من جميع الأطعمة التي يصاحبها التبذير والإسراف على موائد الإفطار فيتم تناول هذه الأطعمة المتنوعة أثناء الإفطار فقط ولا أحد يأكل المتبقي منها للعشاء أو السحور , بل يُعد طعام جديد يختص للسحور فالمتبقي من جميع الأطعمة على مائدة الإفطار والمتبقي من الأكل المعد للسحور مع شديد الأسف يُلقى بالنفايات ” فلا حول ولا قوة إلاّ بالله ” ولكي تكتمل تلك الجهود التطوعية وتكون أكثر فاعلية وتأثر ايجابي لجميع أفراد المجتمع يجب أن تتضافر الجهود لجميع إمارات المناطق والمحافظات والمراكز والبلديات وأئمة المساجد والمدارس وجميع وسائل الإعلام في نشر ثقافة حفظ النعمة وإقامة الدورات التثقيفية التي تحث على التواصي في عدم الإسراف , وسن عقوبات رادعة للمبذرين وفرض غرامات مالية على من يتسبب في اهدار الطعام وستكون لتلك العقوبات نتائج ايجابية كبيرة وملموسة على الفرد والمجتمع . قال تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾  سورة الأعراف: 31 .

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى