المقالات

تطور التواصل والاتصال

عرف الإنسان الاتصال منذ بداية البشرية، ولأن الاتصال أمر يومي وحتمي يحتاجه الإنسان الأول في العصر الحجري للتحذير من خطر قادم باستخدام لغة الإشارات، ويحتاجه الإنسان اليوم في عصرنا الحالي للتواصل مع العالم بضغطة زر.

لكن هل يستطيع إنسان العصر الحجري تخيل، إنه سيكون هنالك في يوماً ما جهازاً يمكنه من التحدث مع صديق في الجهة الأخرى من العالم بل ويستطيع التواصل معه صوت وصورة، بالتأكيد أنه لن يستطيع ذلك وربما عدَّه نوع من أنواع السحر.

يقول “ستيڤ جوبز”:”أنت لا تستطيع توصيل النقاط بالنظر إلى الأمام، يمكنك فقط توصيلها بالنظر إلى الخلف” فبإمكاننا اليوم أن ننظر إلى الخلف ونوصل النقاط، والنقاط في هذه الحالة هي مراحل تطور الاتصال منذ خلق الله البشر.

في المرحلة الأولى، كان التواصل يتم عبر تبادل العلامات والإشارات، وكانت المؤشرات تقول بأن الناس تعيش في مناطق صغيرة جداً فبالتالي تنتقل المعلومات بكل سهولة ويسر من خلال الصوت ولغة الجسد والإشارة.

في المرحلة الثانية، بدأت المخاطبة وتبادل اللغات، فاللغة ظهرت قبل أربعين ألف سنة، وذلك عندما بدأت البشرية تفكر في الكثير من احتياجاتها، فأصبح هناك أشياء أخرى يهتمون ويتميزون بها عن الحيوانات.

في المرحلة الثالثة، أصبح الإنسان قادر على الكتابة بعدما أخذ وقت كبير يستخدم اللغة المنطوقة ويفسرها على ورق من خلال الرموز والأحرف والعلامات. فكذلك مرت الكتابة عبر مراحل لتصبح على ما هي عليه الآن، بدأت بالصور ثم الرموز وأخيراً الأحرف.

المرحلة الرابعة هي مرحلة الطباعة، أما في الخامسة فبدأت بظهور الصحافة والإعلام وأصبحت هناك ثورة اتصالية حقيقية.

أما ختام المراحل هي المرحلة السادسة، عن طريق الاتصالات التفاعلية من خلال التكنلوجيا وتتمثل بالأقمار الصناعية، الحواسب الإلكترونية، الهواتف الأرضية واللاسلكية، وحفيدتهم الهواتف الذكية.

فمن الطبيعي اليوم أن تخرج كل هذه الوسائل الابتكارية والإبداعية، نتيجة لتوسع حاجات البشر وتراكم معارفهم.

 وذلك بسهولة شديدة اوصلنا النقاط بالنظر إلى الخلف، ولكن من المستحيل توصيلها بالنظر إلى الأمام، فلا يمكننا التنبؤ بملامح المرحلة القادمة، وعندما نحاول تخيل ما قد يستجد نضيع في عالم الأحلام والأفلام، فما توصل له إنسان اليوم شيء مبهر جداً. كنت أتساءل دائماً عن سبب رغبة العلماء في إيجاد طريقة للعيش في المريخ! أو تسجيل أحلام الإنسان وما يدور بعقله لمشاهدتها بصورة حية، الآن فهمت الإجابة جيداً. بتلك الأهداف الخارقة عن العادة، تخرج الاحتياجات الخارقة عن العادة، ليحاولوا ابتكار وسائل قد لا تخطر على بال أحد.

……………………………………………

عبدالمحسن آل لافي
Snap: A_Lafi ​
Instagram: A.Lafi
اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى