المقالات

انتظار لايطول . . !

   سيطر عليه الفرح عندما اقترب من صراط المحاسب المستقيم، بعد أن أضناه الملل وهو يقف منتظرًا دوره حتى يحين في المسار المكتظ الذي يسير ببطء، ففي معركة التسوق المكسب الوحيد والشغل الشاغل هو الوصول إلى هذه النقطة المركزية المهمة، وفي لحظات الانتظار تقدم أحدهم بعد أن أنهى تسوقه السريع متجاوزًا أرتال الواقفين بخشوع، ولفظ مافي جعبة سلته أمام المحاسب الذي استقبلها برحابة صدر وبلا أمر يطلب منه العودة من حيث أتى، أنهى بسرعة مايريد ودون اكتراث بطابور المنتظرين على جمر ومضى بعد أن فعل فعلته .
 
ولما بلغ سدرة المنتهى بعد طول انتظاره شكا بثه وحزنه إلى المحاسب الذي تعلل بتعاطفه معه لكبر سنه  ثم تأسف بعبارة اعتذارية مقتضبة صاحبتها ابتسامة هدأت حنقه و روعه وتأففه، وما إن ولى ظهرًا مدبرًا حاملًا معه ماجمع تكرر المشهد نفسه .
 
النظام العادل يقف الجميع أمامه بالتساوي، ولايفرق بين عربي وأعجمي ولا كبير وصغير إلا بالأحقية والأهلية، عمرك ومكانتك ومنصبك لاتبيح لك القفز عليه واعتبار الآخرين دونك وأقل استحقاقًا منك .
 
وأعجب العجائب أن العربي يسيح في الأرض ويسافر إلى كل بقاعها وبدلًا من توريد حميد الأخلاق وجيدها يصدر رديئها إلى الآخرين .

_________________________

معـاذ بن محمد الدوسري
 
@m3ath1

 

 

اظهر المزيد

‫18 تعليقات

  1. رائع رائع جدا ، يارب نتخلص من هذه التصرفات السلبية ع الفرد ، و يتطور الفكر المجتمعي تجاه النظام و التقيد به

    شكرًا لابداعك أستاذ معاذ

  2. جميل من أجمل المقالات التي قرأتها بدا لي و كأنه بداية رواية جميلة اشكرك و أنا اوافقك الرأي و آمل أن تستمر كتاباتك بلا إنقطاع

  3. مبدع معاذ
    وبالامس تعرضت لنفس الموقف وسبب لي احراج فعلا كانها بداية روايه
    موفق حبيبي
    ابوعزوز معك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى