المقالات

الظلم الوظيفي يضعف الانتماء

 

الظلم الوظيفي يضعف الانتماء)

يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
إن الشعور بالظلم هي ترجمه ملموسة لحياه الكثير من الشرفاء في المجتمع، ومهما كان هذا الظلم فهو إحساس مخيب للآمال مهما كان مصدره ومن أي موقع وزمان
بالحياة الوظيفية فإن أسوأ شعور ممكن أن ينتاب الموظف في العمل هو شعوره بالظلم، والموظف الذي يشعر بالظلم ستجده في الغالب يؤدي عمله بعدم رغبة وفتور واضح وتصبح علاقته بالآخرين متوترة وغير متناسقة يثير مشكلات مبررة وغير مبررة والأكثر من ذلك أن هذا الموظف من الممكن أن يتحول إلى إنسان عدواني ويعمل على إلحاق الأذى بمن ظلموه وإذا لم يستطع يكون قد فرغ شحنة الغضب المكبوتة في صدره نتيجة شعوره بالظلم ، ويكون في هذه قنبلة موقوتة داخل المؤسسة وما أكثر هذه القنابل في مؤسساتنا الإدارية ،
ولا أبالغ إذا قلت إنه في كل مؤسسة تقريباً هناك على الأقل موظف يشعر بعدم العدل وهناك مدير يمارس الظلم بأكثر من شكل وأسلوب ويمكن أن يكون الظلم داخل المؤسسة في عدم العدل بين ما يقدّمه الموظف من إنجازات وبين ما يحصل عليه من مكافآت أو غيرها ، أو في شعور الموظف بالتفرقة في طريقة التعامل وأسلوب التوجيه بينه وبين الآخرين أو من خلال حجب المعلومات والمعرفة عن البعض وتقديمها للبعض الآخر ، أو من طريقة اختيار الموظفين بحيث يتم الاختيار على أساس غير عادل أو في طريقة التعيين بحيث يعيّن الموظف الجديد على مستوى أقل ممن هو مثله في المؤسسة ، أو عند تقدير الترقيات والعلاوات وتحديد الأولوية لمن، وكذلك عند القيام بعملية تقييم أداء الموظفين أو توزيع المهام والواجبات عليهم ، ويكون معيار من تعرف في المؤسسة وليس ماذا تعرف ومن قدمك هنا وليس ماذا قدمت هنا.
قد يصدر الظلم من الإدارة عن قصد، فتحابي موظفاً على حساب موظف نتيجة لعوامل مرتبطة بالأصل أو العائلة أو القبيلة، وقد ينتج هذا الظلم عن عدم دراية بأصول وأساسيات الإدارة. فالمدير الذي يرتكب هذا الخطأ لا يرى أنه يظلم فهو يرى طبقاً لرؤية معينة يقتنع بها أنه يعطي من يستحق الذي يستحقه، ولكن نتيجة لعدم وجود معايير موضوعية واضحة في قياس الأداء تجد أن فئة من المدراء تفرّق بين الموظفين في الحقوق والواجبات، هناك موظفون يقومون بعملهم كما ينبغي ويحصلون على أقل مما يستحقونه، وهناك موظفون لا يؤدون العمل بنفس الطريقة ويحصلون على نفس الحقوق، وللأسف هذه المؤسسات التي يسودها الظلم يشيع فيها الإهمال والتساهل وسوف ينخفض ولاء الموظفين لها ويفقدون الثقة بإدارتها وسوف تعاني من تدهور الخدمة المقدمة للمواطن ومن تدني الشعور بالرضا لدى الموظفين وارتفاع معدل تركهم للعمل ، وكما تعلمون إن الانتماء متراكم يبدأ من البيت إلى العمل إلى الوطن فلا نريدها كما قال أكلت يوم أكل الثور الأبيض
إحساس يكون شديد وخطر عندما يقوم الموظف بكل مهامه بإخلاص وتفاني وبجد وعزيمة ويقوم بواجباته على أكمل وجه ولا يوجد سبب لأن يصاب بهذا الظلم.
إذا كنت مظلوماً فحاول أن لا تتحول إلى ظالم. ولا تظلم نفسك بالتقصير في أداء عملك.

……..

ايمان سالم با عشن

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى