المقالات

الشائعات تثير الفتنة والفزع

                بدر بن عبد الكريم السعيد         

 __________________________

  الشائعات خطرها عظيم على الفرد وعلى المجتمع بأكمله في ﻧﺸﺮ الأﺧﺒﺎر الكاذبة والمشكوك ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻬﺎ فتجعل بعض المتلقين يصيبه  الفضول والتعجب ويردد كل ما يسمع دون أن يتحقق أو يتثبّت فيصدقها ويتفاعل معها ويقوم بنقلها للآخرين فتسري بسرعة فائقة كالنار في الهشيم  , ﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍلشائعات وعواقبها الوخيمة والسيئة ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ تنم عن مصائب وكوارث , فكم أسر كانت في بيوتها آمنة قد تفكّكت , وصِلات أرحام كانت قائمة تقطّعت , ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ بعد جهد في تحصيلها وجمعها قد ﺿُﻴّﻌﺖ ، ﻭكم من ﺃﻃﻔﺎﻝ كانوا يعيشون بأمان قد ﺷردوا , وبين صداقات وعلاقات اجتماعية كانت متواصلة فتفرّقت , وكم من سوء ظن لأبرياء من الناس أقلقت ، ولنار الفتنة بين الأصفياء أشعلت , إنها تحمل أخبار مكذوبة يسودها ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ والحسد قد تمس أمن الأوطان أو من أي وسط من أوساط المجتمع ” ثقافي , فني رياضي  ” أو أشخاصا بارزين من المسئولين…..

حتى انه لم يسلم منها سيّد البشر ” صلى الله عليه وسلم ” واﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻮﻥ , فانتشار الشائعة تتم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أفراد أوعن طريق ﻭﺳﺎﺋﻞ الإعلام المتنوعة  : صحف ومجلات وأنترنت وأجهزة التواصل الاجتماعي وأيضاً القنوات الفضائية وما تشتمل عليه من إعداد برامج مختلفة تستهدف من وراءها إثارة الشائعات بأساليب مشوهه وتشكيك وتحاليل مغلوطة ……. ولأنها تزرع بذور الفتنة وتبث الفزع والخوف بين الناس ، فخطرها عظيم وعواقبها وخيمة لا يأتي من وراءها إلاّ المصائب ” أعاذنا الله منها ” إنها تفسد كل شيء في هذه الحياة الدنيا , ومن يقوم بها فقد أجرم في حق نفسه ودينه ومجتمعه , فهي ﻣﻦﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪّﻯ ﻟﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ  وفي الغالب إنّ هناك من النـاس وأثناء تحدّثه بما يقرأه أو يسمعه ولكي يكون ملفتاً للانتباه  يميـل إلى المبالغة بحديث مخلوط بكذب , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أَنَّهُ قَالَ :        (  سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ  وَلَا آبَاؤُكُمْ  فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ  (    ” صحيح مسلم   “,  فحذاري من بث الشائعات أو نقلها بأي طريقة  كانت سواء ( سمعت ) أو ( قرأت ) أو ( يقولون ) كلها غير مبررة بل تزيد في البلبلة وقد تكون عوناً للأعداء دون أن تدري !! وهذا ما يهدف إليه الأعداء ويسعون إليه  في جميع الأوقات في السلم وأثناء الحروب ﻓﻲ ﺗﺤﻄﻴﻢﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺇﺿﻌﺎﻓﻬﺎ وإلى عدم الثقة بين الناس ولدحض تلك الشائعات والخلاص منها وعدم تأثيرها على الناس ولكي تغيض الأعداء أيضاً هو أن لا تتداولها وأن تنساها وتقوم بحذفها من مواقع الرسائل الوات ساب ….. وبهذا الأسلوب تموت الشائعة في مهدها وتنتهي , فالإنسان محاسب عند الله على كل ما يقول وهو سبحانه مطلّع على جميع الأعمال والأقوال فلا تنقل كل ما تقرأه أو تسمعه الاّ بعد أن تتيقن من ”  المصادر الموثوقة بوسائلنا الاعلامية المختلفة بوطننا العزيز المملكة العربية السعودية  “. قال تعالى :﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾   [الإسراء: 36].

    حفظ الله بلادنا وحكومتنا الرشيدة – أيدها الله بنصره – وجنودنا البواسل , اللهم من يحمل بقلبه حقدا ويريد ببلادنا سوء فأشغله في نفسه وأرنا فيه عجائب قدرتك

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى