المقالات

إلى أين يا عرب !!

الفيصل بن عبدالله الحارثي

___________________________

في كل يوم نرى أو نسمع اخباراً عن اختراع أو اكتشاف جديد يمس جوانب انسانية و اجتماعية, و كل ما بوسعنا أن ننظر و نشيد بتلك الانجازات متناسين ما نحن في من ذل و هوان , اصبحنا في تبلد ثقافي و اجتماعي و اخلاقي لا نرى من الكأس الا الجزء الفارغ منه لا نملك من عزتنا و رفعتنا سوى الماضي, صرنا نتغنى ببطولات الفاتحين و القادة العظام و نذكر تلك القصص لنسلي به انفسنا فقط لا غير؟!! لا إحساس لا ضمير ونتكلم و كأننا ملوك الأرض و ما فيها, لا زلنا نغتر و نكابر اننا أفضل الأمم و قد تناسينا بذلك باليهود إذ  ذكرهم الله سبحانه في كتابه (وَقَالَتِ الْيَهُودُ والنصارى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ).

 لا فرق بين عباد الله يعذب كل بذنوبه لا نملك حصانة أو صحك يقينا عذابه سبحانه كل بعمله, شيء والله يحز بالخاطر نرى غيرنا يتقدمون و يتطورون ونحن إن تطورنا ببطيء شديد الا تتألم حينما ترى اختراعا اصله لعالم مسلم أو اكتشاف منسوب لعالم غربي واصله لمسلم يا امتي تعبنا من التسويف, ولا بد من وقفة صادقة مع الله ثم مع انفسنا لندير كفة السفينة من هوة الهلاك إلى بر الأمان .

نعم فنحن على الحافة نتأرجح في قراراتنا و افعالنا لا ندري هل نفعل ام لا ثم نتكاسل فنلغي تلك الافكار فنفشل,  ميزة الغرب أنهم فكرو بعقولهم تفكروا ، تساءلوا و وضعوا المشاكل و رتبوا الافكار و حلو المشاكل, نظموا اولوياتهم ووضعوا القوانًين والتزموا بها, واتحدوا فنجحو كل تلك الخطوات مناهج اسلامية متأصلة في عمق الشريعة فهذا حبر الامة “عبدالله ابن عباس” رضي الله عنه عندما كان في حضرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب )رضي الله عنه فقال عنه: ( انه شيخ الكهول له لسان سؤول و قلب عقول ), يذكرني هذا الحال بمقولة للشيخ حامد الغزالي – رحمه الله-  حيث يقول: “نحن امة نامت في النور وهم قوم استيقظوا في العتمة”. صدق والله نحن لدينا جميع المصادر المتاحة لنتقدم, و لكننا فضلنا النوم, وهم احسو بذلك النقص فاستيقظوا رغم ما هم فيه من ظلام.  يا امتي امة رسول الله, والله اني احبكم فرداً فرداً واتمنى لكم الخير كما اتمناه لنفسي, واعذروني فهذه الكلمات الحارقة ما كانت الا من حرقة مانحن فيه من وضع مبكي ومدمي فعلاً أن نرى كيف كانوا.. وكيف صرنا وكيف كانوا وكيف اصبحوا, لكنها سنة الخلاق في خلقه,  عبارة اختم بها مقالتي كلمة موجزة تصف حالنا اليوم لفاروق هذه الامة “عمر ابن الخطاب” رضي الله عنه حيث قال: نحن امة اعزها الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله ) تفكروا فيها.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى