محليات

أخصائيون اجتماعيون: “المعاق”بحاجة إلى لمسة حانية من والدية في المراكز الأيوائية

تغطيات – الدمام – أحمد حصريم :

  الإنسان اجتماعي بطبعة فمنذ  بدء الخليقة والإنسان لايستطيع العيش بمفرده، بل  يحتاج دائما إلى  من يؤنسه بالحديث ويقدم له النصح و الإرشاد وتبادل الخبرات الثقافية لينمو ويتطور ،هذا بكل بساطة  حال الإنسان  الطبيعي  كما ذكرته الأخصائية الاجتماعية بمركز التأهيل الشامل للإناث بالدمام رباب الدهان ، فكيف بذلك الإنسان الضعيف من ذوي الاحتياجات الخاصة  الذي هو  بحاجة ماسة إلى ابتسامة ولمسة حانية تربت على كتفية، أفهو لا يستطيع الاستمرار في الحياة بدون مساعدة  الآخرين ولكن حاجته الكبرى إلى والديه تفوق أي احتياج آخر.

و اضافت الدهان : قد يظن البعض أن المعاق وبالأخص (  المصاب بالتخلف العقلي  ) لا يدرك الزيارة كونه غير  مستبصر بالزمان والمكان والأشخاص ولكن الحقيقة غير ذلك ،فهو بحاجة للزيارة و يتأثر إيجابيا  بها، وهو بحاجة إلى لمسة حانية من والديه ومن العائلة ، بل إن  المقيم في  المراكز الإيوائية يحتاج إلى أكثر من ذلك لابتعاده جسديا عن عائلته  ،  فهو يحتاج إلى عيادة أهله ، ونعني بذلك  تكرار الزيارة وتتابعها فهي حق من حقوقه الإنسانية والأسرية وقد أوصى الشرع بذألك ونحن أولى بتطبيق تعليمات الشريعة الإسلامية ومبادئها.

قصة لا تختلف كثيرا عن باقي القصص” : ذكرتها الأخصائية الاجتماعية مجد آل سلمان على لسان صاحبتها فقالت:  حرمت من لقائها لما يقارب الثلاث سنوات ، كنت أتمنى رؤيتها ولكن أبي يمنعنها من زيارتي كوني أقيم في مركز إعاقة ويبعد مسافة ما يقارب الساعة عن مكان  أسرتي كنت أشتاق لأشم رائحتها  وأنتظر أن تمسح على جسدي المنهك والمكبل بألم الزمن بالرغم من حرماني من نعمتي النطق والإبصار،  ولكن الأمل في إن ألتقي  بأمي لا يزال يراودني، وبالفعل بعد طول انتظار أشرق الزمن بشمس الصحوة فشعرت برائحة أمي تعلو المكان وسرعان ما شعرت بأحد يدفعني وكلما اقتربت من مكانها ازدادت رائحة جسدها العطرة وازدادت لهفتي للقياها وتعطشت روحي لاحتضانها سرعان ما توقفت عجلات ذألك الكرسي وإذا برائحة جسدها أصبحت أكثر تركيزا وشعرت بيد دافئة حانية توضع على يدي نعم أنها أمي أمي لقد أتتني بعد غياب طويل آخذت أتحسس وجهها وشعرت بدموعها بين أصابعي،  أحضنها تارة وأشمها تارة أخرى كنت في غاية السعادة حينها تمنيت ذلك الوقت لو يطول وساعة الزمن أن  تتوقف. 

وأكدت الباحثة الاجتماعية  غالية الأوف أن  الأثار الايجابية لزيارة الأهل لابنهم المعاق  في المراكز الايوائية كثيرة ،  حيث تفيض مشاعر المعاق بالحب والأمن والاستقرار ، و يشعر بمكانته لدى  أسرته وانتمائه  لهم مما يرتب على ذلك تحسن سلوكياته  ، وتفهم الأسرة لوضع المقيم داخل المركز ومتابعة  أوضاع المقيم و ما يستجد من تغيرات صحية ونفسية يؤدي إلى تحسن الحالة والوقوف على جميع النواحي التي تخص المعاق ،  بالإضافة إلى أنها فرصة هامة للأسرة  للإجابة بطريقة علمية مبسطة على تساؤلاتهم حول الإعاقة العقلية وحول خصائص الابن المعاق عقليا وجسديا مما يساعد على تقبلها لهذا الابن المعاق كما يساعد على إرشاد الأسرة وتصحيح أي خلل في علاقة التفاعل الأسرة مع الأنباء المعاقين .

وأوضحت الأوف أن من الاثار السلبية لانقطاع الأهل عن المعاق و إهمال زيارته من قبل الأسرة  دخوله في  حالة نفسية سيئة وخاصة إذا كان مدركاً مما يتسبب له  بضرر  نفسي وجسدي، ويؤدي إلى عزله وإبعاده عن محيط الأسرة وقطع صلة الرحم بين الأبناء كما يؤثر على الابن صحيا ونفسيا وعقليا ويؤدي إلى تدهور الحالة بالإضافة الى النظرة المجتمعية السلبية للإعاقة والمعاق والمعتقدات الثقافية المرتبطة بالعوامل السلبية التي تؤثر على الابن المعاق.

كما نوهت الأخصائية الاجتماعية نعيمة العجمي  عن  دور الأخصائي الاجتماعي في المراكز الايوائية  والمتمثل في  التواصل مع الأسرة والاستفسار عن سبب انقطاع الزيارة ، واستدعاء الوالدين إلى المركز ، و مقابلتهم لتوضيح أهمية الزيارة على نفسية المقيم ودورها تجاه الطفل المعاق وضرورة التحلي بالصبر والتحمل عند التعامل معه ، إضافة إلى  التعاون والتواصل بين الأسرة والمركز لتحقيق الهدف المرجو للمقيم ، وعقد اللقاءات الدورية بهدف توعية الأسرة بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة  ، وأكدت  العجمي على أهمية دور الإرشاد حيث يعمل على مساعدة الوالدين على التكيف مع الأزمة غير المتوقعة ،  حيث  تعد الأسرة أولى المؤسسات الاجتماعية التي تستقبل الطفل  من ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفر له الرعاية المتوافقة مع احتياجاته ، مشيرة غلى أن على  الآباء والأسر  التعامل مع حقيقة وجود طفل  من ذوي الإعاقة في البيت بكل موضوعية وأن تؤمن بقضاء الله وأن تمنح طفلها فرصة الرعاية والتأهيل في مختلف المؤسسات المتوفرة في الدولة.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى