مجتمع

من دافوس إلى قلب الرياض

للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاماً، ينتقل مجتمع الاقتصاد العالمي من دافوس إلى قلب الرياض العاصمة، التي تستضيف الاجتماع العالمي الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

“إنها أقوى قمة خارج دافوس حتى الآن” ، بحسب توصيف وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم عشية هذا الاجتماع الخاص الذي يُعقد تحت شعار «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية»، الذي يجمع أكثر من ألف من قادة العالم من 92 دولة بهدف دعم الحوار العالمي وإيجاد حلول عملية وتعاونية مستدامة للتحديات العالمية المشتركة.

في وقت تزعزع فيه الاضطرابات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية المعقدة استقرارَ العالم المنقسم، يأتي الاجتماع على مدى يومي 28 و29 أبريل 2024، وبالتالي فإنه يهدف إلى دعم الحوار العالمي، وإيجاد حلول للتحديات العالمية المشتركة، حيث سيعمل وفق أجندة هادفة إلى تعزيز أساليب التفكير المستقبلي في التعامل مع الأزمات.

سيعمل الاجتماع على تعزيز النهج الاستشرافي للأزمات المترابطة، استناداً إلى قمة النمو الافتتاحية في سويسرا العام الماضي، والتحلي بالواقعية فيما يخص المقايضات قصيرة الأجل، كما سيعمل على سد الفجوة المتزايدة بين الشمال والجنوب بشأن قضايا مثل السياسات الاقتصادية الناشئة، والتحول في مجال الطاقة، والصدمات الجيوسياسية.

هذا الاجتماع يأتي بعد 3 أيام على إصدار التقرير السنوي لرؤية المملكة “2030” في عامها الثامن، وفي ذكرى إطلاقها في 25 أبريل 2016، الذي أبرز الإنجازات التنموية التي حققتها المملكة على مختلف الأصعدة، ففي منتصف رحلتها، حققت السعودية مستهدفاتها بسرعة أكبر، حيث إن 87 % من مبادراتها مكتملة، أو تسير على المسار الصحيح، بينما 81% من مؤشرات الأداء الرئيسية للبرامج حققت مستهدفاتها السنوية، وبالتالي، سيكون الاجتماع الخاص مناسبةً ليطلع المشاركون على هذا التقدم المحرز في استراتيجية التحول الاقتصادي، وفي بيئة الأعمال المتاحة أمام الاستثمار الأجنبي.

لدى المملكة الكثير من الأرقام لتشاركها خلال الاجتماعات… لكي يتطلعوا على كل ما أثمرته “رؤية 2030″، وعلى الدروس المستفادة والنجاحات، والأشياء التي ما زلت المملكة تعمل عليها.

 بعد مرور 8 سنوات على إطلاق “رؤية المملكة 2030″، أظهرت السعودية استعدادها لقيادة المسار نحو نموذج متقدم للنمو المبني على التحول، الذي يتسم بالابتكار والاستدامة، تتمثل مخرجات الرؤية في رسم المسار نحو اقتصاد مزدهر قائم على المعرفة والابتكار، مسار يطلق العنان للإمكانات الهائلة لرأسمال المملكة البشري.

وكذلك أستعراض النمو الذي حققته المملكة خلال السنوات الماضية والتي جاءت من قطاعات اقتصادية جديدة بدأتها من الصفر وفقاً “لرؤية 2030″، مثل الرياضة والترفيه والسياحة، كما أن المملكة أثبتت قدرتها على قيادة نموذج مستدام عالمياً، مشيراً إلى أنها حققت 20 في المائة نمواً اقتصادياً منذ 2016، وأصبح الاقتصاد غير النفطي يمثل 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023.

محمد حسن محمد النعيمي

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى