المقالات

نقطة اللاوعي

الكاتبة / علياء

——————————

 لا أعلم حقيقة ماهي تلك النقطة التي نصل إليها فنتجرد من جميع القيود والحدود بدوافع مختلفة في كل مرة، نخزن الكثير من الأفكار في أدمغتنا، وما أن نفكر في أمرٍ ما، نجلب معه جميع الأفكار والخبرات المتشابهة، فندخل في أعماق تلك الأفكار، لنبحث عن شخص نقف أمامه عارين من التصنع، بلا اقنعة، يشاركنا جنون التفكير، لنسعد بوجوده ونفتح له نافذة من الخصوصية، لكننا لا نستطيع أن نفتح له جميع النوافذ والأبواب، فلكل شخص نافذةٍ ما، فيعطينا الكلمات والمواقف التي تكون كالشمعة تضيء لنا طريقنا، لنستطيع الرجوع حيث كان مفترق الطرق.

     لا أعلم لماذا نعاود الدخول في تلك المتاهات مجدداً؟! هل هي الرغبة في البحث عن شخص يستطيع الدخول من جميع نوافذنا وأبوابنا؟! أو هو ضربٌ من الخيال؟! أو أننا لا نريد أن نتوه في علاقات انسانية متعددة أحياناً لا نريد المزيد من البشر ، أو هو الشعور بالضياع في تلك الطرقات التي تجعلنا نتعمق في انفسنا أكثر؟! تجعلنا نغوص في ذاتنا ويتلاشى كل شيء من حولنا ، لا نسمع إلا اصواتنا ولا نهتم إلا لوجودنا فقط، نمتع تلك النفس المنسية، ونفهم الكثير عنها، نخفف عنها ألامها وأحزانها. نستعيد جزءا من همتنا لنعود مرة اخرى لنكمل طريقنا ونتخلص من آثار تلك المتاهات، من آثار الجنون الممتع، من آثار عظمة الزهو بالذات ، فنعود لطريقنا ونعود للبس ثوب الجدية والمسؤولية، نمسك بأيدي أحبتنا بقوة ، ونعتذر بكل أسى عن ذلك البعد المؤقت، عن ذلك الألم الذي سببناه لأحبتنا بدون قصد ، عن تلك التوقعات الخائبة، عن ذلك الأمل المطعون، عن الصورة المشوهة، فنغسل أنفسنا بماء الحكمة والتعقل، نمسك أوراق الأمنيات والأحلام لنقرأها معاً، ونكمل سيرنا على أرض الحب. 

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى