

تولي شركة «سابك» اهتماماً بالغاً بتحقيق التوازن بين كفاءة الإنتاج وحماية البيئة. يعتقد المهندس محمد الماضي، نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» ورئيسها التنفيذي، أن الإنفاق في مجال السلامة وحماية البيئة هو استثمار ضروري. لذلك، تسعى سابك باستمرار إلى التوسع في هذا المجال لتحقيق أعلى معايير الأداء، وضمان سلامة الإنسان وحماية البيئة.
أهمية الموازنة بين الإنتاج وحماية البيئة
تعتبر مصانع البتروكيماويات من بين الصناعات الأكثر خطورة على صحة الإنسان وسلامة البيئة. لذا، يكمن التحدي في إيجاد توازن دقيق بين التوسع الإنتاجي وتحقيق الربحية، وبين حماية البيئة والإنسان بشكل شامل. ولكن، من خلال السيطرة على العمليات التشغيلية وإدارة الإنتاج بكفاءة، يمكن تحقيق هذا الهدف.
ومع ذلك، لا يمكن منع الأخطاء البشرية والتقنية أو عوامل الطبيعة والتخريب بشكل كامل. نتيجة لذلك، يجب التفكير في مرحلة ثانية من استراتيجية الحماية، وهي القدرة على مواجهة الأخطار عند حدوثها. لذلك، تحرص الدول، وليس الشركات فقط، على وضع خطط طوارئ لمواجهة الأخطار المتوقعة، وضمان أعلى مستويات الحماية للإنسان والبيئة المحيطة.
السلامة الشاملة مسؤولية جماعية
إن تحقيق السلامة الشاملة في القطاع الصناعي يتجاوز التزام «سابك» ليشمل جميع الشركات والقطاعات العاملة في البيئة المحيطة. فالأخطار قد تنبع من مصادر خارجية عن الشركة. ومن هذا المنطلق، يجب أن يكون الأمن والسلامة وتوفير أعلى مستويات الحماية ثقافة متأصلة في القطاع الصناعي بأكمله، بالإضافة إلى القطاعات المساندة الأخرى في المجتمع.
علاوة على ذلك، الأخطاء الخارجية قد تؤثر بشكل كبير على الأطراف الداخلية غير المسؤولة عنها.
ثقافة «سابك» في مجال البيئة والصحة والسلامة
تتبنى «سابك» ثقافة صناعية قوية، حيث تخصص يوماً سنوياً للبيئة والصحة والسلامة والاعتمادية. خلال هذه الاحتفالية، يتم تقديم شهادة التميز والجائزة الكبرى للمستحقين. هذا يخلق منافسة إيجابية بين الشركات الشقيقة، ويشجع على الالتزام بمعايير سلامة البيئة وحماية الإنسان ودرء الأخطار.
في الواقع، ساهمت هذه المنافسة في نشر ثقافة الحماية الدائمة داخل الشركة، وانعكست إيجاباً على مؤشر الأداء في مجال البيئة والصحة والسلامة والأمن. وهذا ما أهل سابك للانضمام إلى الشركات العالمية ذات التصنيف المتقدم في هذا المجال.
دور «سابك» في خدمة المجتمع وعلاقتها بالجبيل
إن الحديث عن حماية البيئة يقودنا إلى دور «سابك» في خدمة المجتمع وعلاقتها بمدينة الجبيل. تُعد «سابك» من الشركات الرائدة في المساهمة في خدمة المجتمع، ومساهماتها السخية لم تقتصر على قطاع أو مدينة معينة. فوطنية الشركة تلزمها بالمساهمة في جميع المناطق، وهذا أمر يستحق التقدير.
ومع ذلك، فإن مدينة الجبيل البلد تحتاج بشكل خاص إلى مساهمات سخية من «سابك». يبحث المواطنون والزوار دائماً عن إنجازات الشركة في المدينة. لذلك، قد يقلل غياب البرامج التنموية عن البيئة الحاضنة من تقدير مساهمات الشركة في خدمة المجتمع.
لذا، نقترح أن تتبنى «سابك» برامج خاصة بها، مثل بناء جامعة أو معهد أو مدارس أو حدائق عامة أو مراكز صحية ومستشفى في مدينة الجبيل، وتسميتها باسمها لتكون شواهد خالدة لمساهماتها الخيرية. المشروع الاستثماري لاستزراع الأحياء المائية هو مثال على هذه الجهود.
الحاجة إلى إدارة متخصصة في خدمة المجتمع
تحتاج «سابك» إلى استحداث إدارة متخصصة في خدمة المجتمع، لتصبح ذراعها التنموية المتحكمة في المساهمات الخيرية والتنموية. يركز المهندس محمد الماضي كثيراً على سمعة «سابك»، ولا ينفك عن التذكير بذلك في كل مناسبة. وهو حق له، فالسمعة هي الرصيد الباقي.
إلا أنني أعتقد أن سمعة الشركة لا تقتصر على التشغيل والسلامة والربحية وكسب ثقة العملاء والمساهمين، بل تتجاوزها إلى علاقتها بالمجتمع وقدرتها على حفر اسمها في عقول المواطنين وسكان البيئة الحاضنة، من خلال المشاركة بجزء من أرباح المساهمين في تنمية المجتمع والاستثمار فيه. أسعار التعاقدات الآجلة للنفط الخام تؤثر أيضاً على هذه الجهود.
ويكيبيديا تقدم معلومات إضافية حول حماية البيئة.