
تألمت كثيراً، وهذا الألم يزداد مرارة بعد فقدان الأمل. لذلك، من المهم التفكير في أسباب هذا الألم والبحث عن سبل للخروج منه.
تألمت كثيراً: نظرة في الصدامات الفكرية والاجتماعية
درس طلابي اليوم موضوع الحال في اللغة العربية، فقلت لهم: الحال نكرة منصوبة. ولكن، حالنا اليوم مؤلم ومبكي. ليس الأمر مجرد مقارنة بين الأمس واليوم، بل هو تجديد للألم في كل يوم. علاوة على ذلك، لست ملتزماً بمعايير معينة، لكني أحب الصالحين وأسعى لأكون مثلهم.
العلماء والتناقضات
تربيت على أن لحوم العلماء مسمومة، ولكن هل يجوز لهؤلاء العلماء ما حُرِّم علينا؟ ناهيك عن التناقضات التي لا يمكن أن تجتمع في منطق واحد. في الواقع، نرى شيخاً يحارب فئة ثم يدعوهم ليلقنوا أبناءه. بالإضافة إلى ذلك، هناك شيخ يقول: لا يلدغنكم الشيخ فلان من جحره مرتين، وأنا أقولها في الإعلام وأرد على الإخوان المسلمين.
ينقل شيخ آخر أن الإخوان المسلمين كالماسونية والشيوعية العالمية، وأنهم لن يحكموا بالإسلام. ختاماً، آخر يصدر للفتوى في أمور الدين، فدعا الله أن يحشر أختنا مع معاوية رضي الله عنه، هل هي دعوة لها أم عليها؟ والأعظم من ذلك: الحرية قبل الشريعة! ومن الجدير بالذكر أن القضية بدأت كصراع بين إسلام وكفر، ثم سنة ورافضة، ثم سلفية وليبرالية، ثم قطبية وسرورية وجامية، وغيرها الكثير.
إلى أين نتجه؟
أحترم شيوخنا وعلماءنا، لهم كل المحبة والتقدير. لكنني وغيري نأمل أن يكون الحق فوق كل اعتبار. لماذا تملأ هذه الصدامات الأفق، وفي هذا التوقيت تحديداً؟ هل يتفق هذا الأسلوب مع شعلة الضياء؟ هل شعلة الضياء مجرد ادعاءات لجمع الحشود؟ كلٌ يدّعي وصلاً بشعلة.
أخافتني الماسونية فقرأت عنها خوفاً من مستقبل تترقبه لنا، ولكن ماذا عما يحصل بيننا؟ وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً. كنا ننتظر بزوغ الفجر الذي يبدد ظلمات الليل، فإذا بأيدٍ تدفعنا بعيداً عن فجرنا. معمر القذافي قال ذات مرة: من أنتم؟
دعوة للوحدة
أرجوكم، إن لم تطببوا الجسد الممزق، فلا تزيدوه ألماً وفرقة. حتى لا أتهم بالانتماء لفئة، فإن منهجي هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. أُخطِئ فأقف أمام ربي معترفاً بذنبي، طالباً عفوه وغفرانه. سُئل الحق: أين كنت عندما طغى الباطل؟ قال: كنت تحته أجتثّ جذوره.
رحم الله ابن باز، ورحم الله ابن عثيمين، ورحم الله ابن جبرين، ورحم الله حالنا. حفظ الله أبناء الوطن. الشرنقة ومرحلة التحول.