
وصناعة الفرق مرهونة بالجهد المبذول في الاتجاه الصحيح خلال تلك المرحلة، فكلما كان الجهد أكبر خلالها وكان في الاتجاه الصحيح كان الناتج متبايناً عما قبلها من مراحل، هي مرحلة لا بد منها لصناعة الفرق. فكما أن من غير المنهجي تحول برعم إلى ثمرة دون المرور بمرحلة الزهرة فإن من غير المعقول تخيلُ شعبٍ عاش الاستهلاك دهوراً قد تحول لمرحلة الإنتاج فجأةً دون معالجةٍ لمرحلة “تحول حقيقي”. لن تتمكن يرقةً من الإسهام في تلقيح الأزهار لإنتاج الثمار كفراشةٍ ما لم تمر بمرحلة شرنقة. مرحلة الشرنقة مرحلة تتحدى فيها النفس ذاتها، تنغلق لتركز على الذات، لتصنع من الماضي المستقيل عتباتٍ لمستقبل ماضٍ في ازدهاره، لا حياة بعد المراحل العجاف ما لم تُدّخر السنابلُ من المراحل السِمان. من لم يَقبَل ويُقبِل على مرحلة الشرنقة والتحول فعليه ألا يحلم بأن يطير بدلاً عن أن يدب، ولا أن يرتشف الرحيق بدلاً عن رحلة البحث عن أطراف الورق. بعد مرحلة الشرنقة هنالك من سَيُمسِ يقتات ويقتات الورق، يصنف كعدو ضار، وهنا من سيصبح مُنتِجاً مسهماً في كل تنمية. طبيعة اليرقة ضارة وإن أجهدت الأطراف للإقدام، وطبيعة الفراشة نافعة ولو حطت على الزهور بالأقدام. استخدامي لمثال الشرنقة ليس اسقاطا لحياة الحشرة بل لأنها مثال واضح لتحول جذري تحمد عقباه ويرجى ثوابه. اليرقة مهما حاولت مضاعفة سرعتها لن تقطع المسافات ولو كثُر عدد أرجلها، فالمهم الاتجاه والكيفية.
المهم الاتجاه والكيفية …مقال جميل وهادف
وفقك الله وسددك مقال جميل وطريقة وصف ابداعية
روعه اخي فهد مقال رائع يعطيك العافيه وننتظر المزيد من مقالاتك الرائعه