تغطيات – وكالات :
كتب العلاجات العشبية المولدة بالذكاء الاصطناعي أصبحت ظاهرة مقلقة تنتشر بسرعة في المتاجر الرقمية العالمية مثل أمازون، مما يثير مخاوف جدية لدى الخبراء في مجالي الصحة والتكنولوجيا. فمع سهولة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح بإمكان أي شخص تأليف ونشر كتاب حول مواضيع حساسة مثل العلاج بالأعشاب دون امتلاك أي خبرة حقيقية، وهو ما يفتح الباب أمام معلومات مغلوطة قد تكون لها عواقب وخيمة على صحة المستهلكين. هذا المقال يسلط الضوء على هذه الظاهرة، ويستعرض أبرز المخاطر، ويقدم إرشادات عملية للمساعدة في تمييز المحتوى الموثوق.
جدول المحتويات
- صعود ظاهرة الكتب المؤلفة بالذكاء الاصطناعي
- ما هي مخاطر الاعتماد على هذه الكتب؟
- كيف تميز الكتب الموثوقة عن كتب العلاجات العشبية المولدة بالذكاء الاصطناعي؟
- مسؤولية المنصات ودور المستهلك الواعي
صعود ظاهرة الكتب المؤلفة بالذكاء الاصطناعي
في الأشهر الأخيرة، شهدت منصات بيع الكتب الإلكترونية طفرة في المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة نماذج اللغة الكبيرة مثل ChatGPT. يتم إغراء المؤلفين المزعومين بالقدرة على إنتاج كتاب كامل في غضون ساعات قليلة وبيعه لتحقيق ربح سريع. تتناول هذه الكتب مواضيع متنوعة، لكن المجال الصحي، وتحديداً العلاج بالأعشاب، يمثل نقطة جذب خاصة نظراً لاهتمام الجمهور المتزايد بالحلول الطبيعية. المشكلة تكمن في أن هذه الأدوات لا “تفهم” المحتوى الذي تنتجه، بل تقوم بتجميع معلومات من الإنترنت دون القدرة على التحقق من دقتها أو سلامتها، مما يجعلها مصدراً غير موثوق بالمرة للمعلومات الطبية.
ما هي مخاطر الاعتماد على هذه الكتب؟
الاعتماد على إرشادات من مصادر غير موثوقة في مجال الصحة يمكن أن يكون خطيراً. تتضاعف هذه الخطورة عند الحديث عن كتب العلاجات العشبية المولدة بالذكاء الاصطناعي، وذلك لعدة أسباب جوهرية.
معلومات مغلوطة ووصفات سامة
أخطر ما في الأمر هو قدرة الذكاء الاصطناعي على “الهلوسة”، أي اختلاق معلومات تبدو حقيقية لكنها خاطئة تماماً. في سياق العلاج بالأعشاب، قد يوصي النظام بنبتة سامة عن طريق الخطأ، أو يقترح جرعات غير صحيحة، أو يخلط بين نباتات متشابهة في الشكل لكنها مختلفة تماماً في التأثير. على سبيل المثال، قد يوصي الكتاب باستخدام نبتة معينة لعلاج حالة ما، بينما تكون هذه النبتة في الواقع ضارة بالكبد أو الكلى عند تناولها بجرعات معينة.
غياب الخبرة البشرية والسياق الطبي
يتطلب طب الأعشاب معرفة عميقة ودراسة لسنوات طويلة لفهم التفاعلات بين النباتات المختلفة، وتأثيرها على جسم الإنسان، وموانع استعمالها، وتداخلها مع الأدوية التقليدية. الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى هذا الفهم العميق. فهو لا يستطيع تقييم الحالة الصحية للفرد أو مراعاة عوامل مثل العمر، أو الحمل، أو الأمراض المزمنة قبل تقديم توصياته، مما يجعل نصائحه العامة خطيرة عند تطبيقها بشكل فردي.
كيف تميز الكتب الموثوقة عن كتب العلاجات العشبية المولدة بالذكاء الاصطناعي؟
لحماية نفسك وعائلتك، من الضروري أن تكون قادراً على التمييز بين المحتوى الجدير بالثقة والمحتوى الآلي الخطير. إليك بعض النصائح العملية:
- التحقق من هوية المؤلف: ابحث عن اسم المؤلف عبر الإنترنت. هل له وجود حقيقي؟ هل هو خبير معترف به في مجال طب الأعشاب أو الصيدلة أو الطب؟ هل لديه مؤهلات علمية أو منشورات أخرى موثوقة؟ الكتب التي تفتقر إلى سيرة ذاتية واضحة للمؤلف يجب أن تثير الشكوك.
- قراءة المراجعات بعين ناقدة: لا تعتمد فقط على التقييمات العالية. اقرأ المراجعات السلبية والإيجابية. هل تبدو المراجعات عامة جداً أو مكررة؟ قد تكون هي الأخرى مولدة بالذكاء الاصطناعي. ابحث عن مراجعات مفصلة تتحدث عن تجارب حقيقية مع محتوى الكتاب.
- البحث عن المصادر والمراجع: الكتب العلمية والصحية الموثوقة دائماً ما تستشهد بمصادرها، سواء كانت دراسات علمية أو مراجع تاريخية. غياب قائمة المراجع يعد علامة حمراء كبيرة.
- فحص أسلوب الكتابة: غالباً ما يكون النص الذي يولده الذكاء الاصطناعي مكرراً أو يفتقر إلى العمق واللمسة الإنسانية. قد تلاحظ وجود جمل غريبة أو معلومات سطحية لا تقدم رؤية حقيقية.
مسؤولية المنصات ودور المستهلك الواعي
تقع على عاتق المنصات الرقمية مثل أمازون مسؤولية كبيرة في وضع سياسات أكثر صرامة للتحقق من المحتوى الصحي المنشور عبرها، خاصة ذلك الذي يتم إنشاؤه آلياً. يجب أن تكون هناك شفافية تامة حول كيفية تأليف الكتاب، مع الإشارة بوضوح إلى ما إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشائه.
في النهاية، يبقى المستهلك هو خط الدفاع الأخير. من الضروري التعامل مع أي معلومات صحية عبر الإنترنت بحذر شديد، وخاصة تلك المتعلقة بالعلاجات البديلة. القاعدة الذهبية هي استشارة طبيب مؤهل أو أخصائي رعاية صحية قبل تجربة أي علاج عشبي جديد. صحتك أثمن من أن تضعها بين يدي خوارزمية لا تملك وعياً أو ضميراً.
