
تُجسّد زيارات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخارجية مرحلة جديدة في حضور المملكة الدولي، حيث لم تعد الدبلوماسية السعودية مقتصرة على البروتوكولات التقليدية، بل تحوّلت إلى أداة فاعلة لإعادة تشكيل الشراكات العالمية وتعزيز المصالح المشتركة مع القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد حملت زيارة سموّه الأخيرة إلى واشنطن رسائل متعددة، أبرزها أن المملكة اليوم باتت شريكًا استراتيجيًا يعتمد على قوته الاقتصادية ورؤيته المستقبلية لا على العلاقات التقليدية القديمة. فالعالم شاهد لقاءات رفيعة المستوى، واتفاقيات اقتصادية وتقنية نوعية، وتفاهمات سياسية تعبّر بوضوح عن مكانة السعودية الحديثة.
إن ما حدث في واشنطن لم يكن مجرد اجتماع بين دولتين، بل كان إعلانًا لمرحلة جديدة من العمل المشترك في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والصناعة الدفاعية، بما يحقق مصالح المملكة ويرسّخ توجهاتها نحو تنويع الاقتصاد، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الابتكار والصناعات المتقدمة.
لقد أكدت الزيارة أن السعودية اليوم ليست دولة تنتظر الفرص، بل دولة تصنع الفرص وتعيد رسم توازنات المنطقة. وأن الدبلوماسية السعودية بقيادة سمو ولي العهد تمضي بثبات نحو بناء علاقات دولية قائمة على المصالح المتبادلة، والوضوح، والاحترام، والقدرة على تحقيق المنفعة المشتركة.
وبين رؤية وطنية تتعزز، واقتصاد ينمو، وشراكات تتسع— تثبت المملكة يومًا بعد يوم أنها قوة إقليمية ودولية مؤثرة، تصنع مستقبلها بثقة وتمنح العالم شريكًا مسؤولًا وموثوقًا.
بقلم
عبداللطيف المساوي
كاتب صحفي