المقالات

محافظة الجبيل والاهتمام بالسياحة البيئية

مقال.. للكاتب/ بدر السعيد آل سيف

“الجبيل” هي إحدى المحافظات الرئيسية في إمارة المنطقة الشرقية، وهي من أكبر المدن الصناعية في العالم، حيث تضم صناعات بتروكيماوية وأولية وثانوية واسعة. بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة ومرافقها الترفيهية الغنية، تُعتبر الجبيل وجهة سياحية واعدة في قطاع السياحة بالمملكة العربية السعودية. تنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق رئيسية: مدينة الجبيل الصناعية، ومنطقة الجبيل البلد، ومنطقة الجبيل التحلية.

تُعتبر الجبيل من أفضل المدن السياحية في المنطقة الشرقية، وتقع على ساحل الخليج العربي. تشتهر بشواطئها الجميلة وتراثها التاريخي ومعالمها الأثرية وحدائقها ومنتزهاتها، كما تشتهر بالأنشطة الترفيهية كالمهرجانات والاحتفالات على الكورنيش وساحات المدينة، بالإضافة إلى جولات القوارب. تضم الجبيل أيضًا العديد من المنتجعات الصحية ومراكز اللياقة البدنية، بالإضافة إلى محمية الجبيل البحرية، التي تقع شمال مدينة الجبيل الصناعية على الساحل الغربي للخليج العربي، من جزيرة أبو علي جنوبًا إلى جزيرة رأس الخير شمالًا، بما في ذلك جزيرة دوحة الدفي.

تتكون المحمية من جزيرة مسلمية في دوحة والجزر المحيطة بها، وتبلغ مساحتها 2410.69 كيلومترًا مربعًا. بالإضافة إلى خمس جزر مرجانية، يوجد أكثر من 100 منطقة طبيعية، منها 47 منطقة بحرية وعدد كبير من الخلجان، بالإضافة إلى خمس جزر، أهمها جزيرة كلان التي يديرها “المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية”. تتميز المحمية ببيئة برية وبحرية متنوعة، حيث تقطنها مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، مثل الثعالب الحمراء وابن آوى، وأنواع مختلفة من القوارض والطيور، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من السحالي والثعابين. تتميز المحمية أيضًا ببيئة بحرية وساحلية متنوعة، حيث تعيش فيها طيور الفلامنجو، وأنواع مختلفة من طيور الرمل، وطيور النورس، وطيور الخرشنة، والبط، والبلشون، والغاق. كما تتميز المحمية بوجود اللافقاريات البحرية مثل القواقع وسرطان البحر. كما تُعد محمية الجبيل من أهم مسارات هجرة حيتان برايد في الخليج العربي، حيث سُجلت آثارها مع صغارها مرات عديدة، مما يدل على الأهمية البيئية للمنطقة وظروفها البيئية. وقد أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) مبادرة لزراعة ثلاثة ملايين شجرة مانجروف في محمية الجبيل للحياة الفطرية البحرية، بمشاركة المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر. ويأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة لدعم المبادرة السعودية الخضراء وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تنمية الغطاء النباتي الساحلي وحماية التنوع البيولوجي.

يهدف المشروع إلى استعادة الموائل الطبيعية المتدهورة وتعزيز دور أشجار المانغروف في امتصاص الكربون، إذ تُعد أشجار المانغروف من أكثر النباتات فعالية في تخزين ثاني أكسيد الكربون، مما يُساعد في مكافحة تغير المناخ، وحماية الشواطئ من الانجراف، وتوفير بيئة آمنة لتكاثر العديد من الكائنات البحرية كالأسماك والطيور واللافقاريات. وتسعى محافظة الجبيل، ممثلةً بسعادة الأستاذ منصور بن زايد الداود، وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبد العزيز، نائب الأمير، إلى تنمية السياحة بشكل حثيث، سعيًا منها لتطوير صناعة السياحة في المدينة وجعلها وجهة سياحية شهيرة في المنطقة الشرقية بخدمات متنوعة. تدعم المحمية قطاع السياحة، بما في ذلك الشواطئ الجميلة والحدائق والمرافق الترفيهية والفنادق والمطاعم والأنشطة المتنوعة. 

تشمل جهود محافظة الجبيل أيضًا التركيز العملي على “محمية الجبيل البحرية” وزوارها، بما في ذلك حماية التنوع البيولوجي، ومراقبة التلوث، وتطوير أنشطة السياحة البيئية المستدامة، بالإضافة إلى مشاهدة مختلف أنواع الحياة البرية والبحرية (بما في ذلك الطيور المهاجرة والسلاحف)، والرحلات البحرية، والغوص، وأنشطة الصيد المتنوعة. كما يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة الشعاب المرجانية الزاهية الألوان بمختلف الأحجام والأشكال، والتقاط صور تذكارية في المحمية. تتميز المحمية بمناظرها الطبيعية الخلابة وشواطئها وجزرها الجميلة. كما يمكن للزوار التعرف على مختلف أنواع الحياة البرية وتنظيم الأنشطة في المحمية وفقًا للوائحها، مع تجنب الأنشطة التي قد تضر بالبيئة، والحفاظ على نظافتها وعدم إزعاج الحياة البرية. هذا يوفر للزوار تجربة ممتعة ومفيدة، ويعزز السياحة البيئية، ويوفر بيئة مناسبة للتنزه، مما يساعد على حماية البيئة والحياة البرية والموارد الطبيعية للمحمية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى