
تعد مذكرة التفاهم بين سابك وشركة سار خطوة مهمة نحو دعم القطاعات الصناعية الكبرى في المملكة العربية السعودية. تهدف هذه الاتفاقية، التي وُقعت اليوم الاثنين، إلى استخدام الخطوط الحديدية لشركة “سار” في نقل المواد الخام والمنتجات لمرافق سابك في مدينة الجبيل الصناعية. لذلك، تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية الدولة للاستفادة القصوى من شبكة السكك الحديدية المتنامية.
أهمية مذكرة التفاهم بين سابك وسار
تُعد هذه المذكرة تنفيذاً لتوجيهات الدولة الرامية إلى تعزيز الاستفادة من الخطوط الحديدية في دعم القطاعات الصناعية الرئيسية. في الواقع، يمثل هذا التعاون خطوة استراتيجية لتحسين كفاءة سلسلة الإمدادات لشركة سابك. وقد تم توقيع الاتفاقية من قبل الدكتور رميح بن محمد الرميح، الرئيس التنفيذي لشركة “سار”، والمهندس يوسف بن عبدالرحمن الزامل، نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والتخطيط في شركة سابك.
تفاصيل الاتفاقية وحضورها
جرت مراسم التوقيع في القاعة التنفيذية الأولى بفندق الريتز كارلتون في الرياض، بحضور ممثلين عن القطاعات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى كبار التنفيذيين من الشركتين. علاوة على ذلك، قدم الرئيس التنفيذي لشركة سار عرضاً تفصيلياً حول شبكة الخطوط الحديدية التي تنشئها “سار” داخل مدينة الجبيل الصناعية. يهدف هذا العرض إلى ربط الشبكة بكل من ميناء الملك فهد الصناعي وميناء الجبيل التجاري، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الشبكة قيد التنفيذ.
الفوائد المتوقعة من استخدام الخطوط الحديدية
يشمل العرض العوائد المتوقعة من الاستثمار في الخطوط الحديدية لتقديم خدمات النقل للقطاع الصناعي. نتيجة لذلك، سيتم توفير معدلات اعتمادية عالية للنقل الثقيل، وتقليل عدد الشاحنات على الطرق العامة داخل المدينة الصناعية. بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي ذلك إلى تخفيف الازدحامات المرورية، ورفع معدلات الأمان والسلامة، وتوفير استهلاك الطاقة. السكك الحديدية تلعب دوراً حيوياً في تطوير البنية التحتية للنقل.
رؤية سابك وأهمية سلسلة الإمدادات
ألقى نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط بشركة سابك كلمة أوضح فيها رؤية الشركة تجاه هذا التعاون والقيمة التي سيحققها في دعم سلسلة الإمدادات لمرافقها في مدينة الجبيل الصناعية. وأكد المهندس يوسف الزامل أن سلسلة الإمدادات الفعالة توفر العديد من الميزات، بما في ذلك السلامة، والاعتمادية، والمحافظة على البيئة، وإدارة المخزون الدقيقة، وتأمين عمليات الإمداد، والحد من التكلفة، وتحقيق الجودة. ومن الجدير بالذكر أن الخدمات اللوجستية عن طريق السكك الحديدية تعتبر أساسية لنمو سابك وتعزيز رضا العملاء.
استراتيجية سابك 2025م والنمو المستقبلي
وأضاف المهندس الزامل أن سابك على ثقة بأن هذا التعاون مع شركة “سار” سيخدم استراتيجيتها للعام 2025م. في ظل النمو السريع الذي تشهده السوق المحلية، أكد الزامل أن السكك الحديدية تلعب دوراً مهماً في شبكة سلسلة الإمدادات المتنامية، وتمثل جزءاً رئيسياً منها. ختاماً، سيكون للنقل عبر السكك الحديدية آثار إيجابية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
التزام سابك بالاستدامة وتقليل الانبعاثات
وأشار إلى أن المذكرة المبرمة مع شركة “سار” تعكس التزام سابك بأداء مستدام لسلسلة إمداداتها، خاصة أن استخدام السكك الحديدية يقلل من انبعاثات الكربون، ويحد من الاختناقات المرورية، ويساهم في تقليل استهلاك الطرق وتضررها. مشروع طموح لأرامكو في الهند يوضح أهمية الاستدامة في المشاريع الكبرى.
تصريحات الدكتور الرميح وتطوير شركة سار
من جانبه، أوضح الدكتور الرميح عقب توقيع الاتفاقية أن هذه الخطوة ستحقق عوائد إيجابية على جوانب اقتصادية وبيئية وتنموية متعددة. وأشار إلى أن المرافق الصناعية لشركة سابك لن يقتصر ربطها بمينائي الجبيل، بل سيمتد ليشمل إمكانية وصول منتجاتها إلى كافة موانئ المملكة على الخليج العربي والبحر الأحمر، بالإضافة إلى مختلف الأسواق المحلية من خلال شبكة “سار”.
دور صندوق الاستثمارات العامة وتطوير شبكة السكك الحديدية
وقال إن هذه الأنشطة تأتي تنفيذاً لجزء من الخطة التي وضعها صندوق الاستثمارات العامة للاستفادة من المشاريع الوطنية العملاقة للخطوط الحديدية في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة بالمملكة. وأثنى على دعم معالي وزير المالية رئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم العساف ومتابعته الدائمة لمشاريع الشركة ونشاطاتها المختلفة لتطوير أعمالها. رأس الخير..إنشاء مجمع صناعي باستثمارات تتجاوز 15 مليار ريال دليل على التطور الصناعي في المملكة.
تطوير شركة سار ومواكبة احتياجات القطاع الصناعي
وبشأن تطوير شركة “سار” لأعمالها، أكد الرميح أن الشركة تحرص على مواكبة الاحتياج الكبير لدى القطاع الصناعي في مجال النقل الثقيل بتوفير وسيلة تتميز بطاقتها الاستيعابية وموثوقيتها العالية، بالإضافة إلى انخفاض استهلاكها للوقود مقارنة بالشاحنات. وأشار إلى أن القطارات ستخفف على المملكة 70% من الوقود المستخدم للنقل عبر الشاحنات، مع التأكيد على الجوانب البيئية، وأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستنخفض بنسبة 75%، بالإضافة إلى أبخرة أكسيد النيتروجين وغيرها من الجسيمات المتطايرة الأخرى التي ستقل بنسبة 50% مقارنة بالشاحنات.
الأمن والسلامة والفرص الوظيفية للشباب السعودي
كما نوه الرميح إلى أن الاعتماد على الخطوط الحديدية في النقل للقطاع الصناعي في المستقبل سيرفع مستوى الأمن والسلامة ويقلل من نسب الحوادث في الطرق العامة عبر إيجاد بدائل نقل جديدة، مشيراً إلى أن ذلك سيزيد أيضاً من العمر الافتراضي للطرق وسيخفض الاعتماد على العمالة الأجنبية في قيادة الشاحنات، مما سيخلق فرصاً وظيفية في مجال تشغيل وقيادة القطارات التي تعتبر مغرية وواعدة للشباب السعودي.