المقالات

واقع الهوية الشخصية في العالم الرقمي .. من أنت في عالمنا الجديد؟ للكاتب : عباس الرضا

في ظل التطور الهائل والمتسارع في التقنية وتقدم التكنولوجيا وجملة التطبيقات الاتصالية التي نعيشها اليوم والذي نتج عنها إدارات إعلامية فردية (شخصية) في كل المجتمعات تتولى حالة التواصل الشخصي لديه مع من حوله يؤثر ويتأثر بها ويتفاعل معها، وهذه الإدارة الإعلامية والتي أعني بها قنوات التواصل الاجتماعية الشخصية تمثل أيقونة أو صورة لشخصية هذا الفرد تقودنا للتعرف عليه من خلالها والتي صنعها بنفسه وبأدوات كل تطبيق اتصالي منها.
ومن خلال ما سبق نستطيع أن نطرح السؤال التالي:
من أنت في عالمنا الجديد؟
لو تطرقنا قليلاً لبعض الأدوات التي ترشدنا أو تعرفنا على شخصٍ ما ..
البصمة كما هو معروف أنه تحدد الهوية حيث لكل إنسان بصمته الخاصة ،
اللسان من ناحية الصوت نتعرف بها على الشخص ومن جهة أخرى رشدنا على معرفة مستوى الوعي والفكر كما في قوله تعالى في سورة مريم: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا}. وقوله تعالى في سورة محمد: {وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنَٰكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَٰهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ لْقَوْلِ ۚ وَللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَٰلَكُمْ}. “إياكَ وَأنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ” كذلك كما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام “تكلموا تعرفوا ، فإن المرء مخبوء تحت لسانه”.
الكتابة لا تقلّ أهمية عن بصمة الأصابع أو بصمة الصوت أو بصمة العين، حيث يمكن اكتشاف صفات الشخصية والطباع والذي اعتمد على علم قائماً بذاته، وله قواعد علمية ومدروسة قائمة على العديد من الأبحاث والتجارب والملاحظات، وكذلك له علماؤه ونظرياته
الصديق (القرين)
فمن خلال الصديق تتضح شخصية الفرد وتوجهاته كما في الأبيات المشهورة
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
ففيه دليلٌ عنه بالطبع تهتدي
ولا بدع في وفق الطباع إذا اقتدت
فكلّ قرينٍ بالمقارن يقتدي
وإن تصطحب قوماً فصاحب خيارهم
لتصبح في ثوب الكمالات مرتدي
وجانب قرين السوء يا صاح صحبةً
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
كل ما سبق ذكره من أدوات هي بعض المدلولات التي ترشدنا أو تعرفنا على .. من أنت؟
أما الآن في عصرنا الحديث والتقني المتسارع بالتطور والتي يُمكن التعرف عليك وعلى مستوى فكرك وتوجهاتك وعن بُعد أيضاً ، فمن خلال قنوات التواصل الاجتماعي والتي يجب أن تكون على دراية تامة وحرص على من تتابع وآلية وسياسة هذه القناة لتضبط سلوكياتك الرقمية والت يقصد بها هي أحد أنشطة التفاعل في هذه القنوات مثل المتابعة والتفضيل (الإعجاب) ، وإعادة النشر والتعليق وغيرها.
السلوك الرقمي هو يمثل شخصية الفرد نفسه ومن زوايا خاصة أخرى حيث يعد أحدى المدلولات الحديثة في عصرنا المتطور الحديث من خلال تواجده في القناة نفسها ومن نوع متابعاته وتفضيلاته وكذلك تعليقاته ، حيث مثل هذا السلوك نظرتك لنفسك أولا لو تبصرت في ذاتك قليلاً ونظرة الآخرين لك ، فمن خلال أسئلة الفرد يوجهها لنفسه يكون له تقييم لسلوكه الرقمي مثل :
هل محتوى من أتابع كفء أو قيم يستحق المتابعة؟
هل من أتابع مدعاة للفخر .. أم للخجل ؟
هل لديه محتوى يمثل لي إضافة إيجابية ؟
هل متابعتي تستحق الوقت المبذول له والذي لا يعوض؟
لأن في الواقع إن يساهموا هؤلاء المتابعين في تشكيل شخصية المتابع والتأثير في سلوكه اليوم حتماً سيؤثروا على ذلك لاحقاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وتذكر عزيزي القارئ أنت أنت فقط من تحدد مكانتك ومقامك في نفسك أولاً ثم لدى الآخرين في من خلال ضبط سلوكك الرقمي ، فعندما تتعرف على شخص ما وترغب في الحصول على معلومات عنه حتماً سوف تبحث عنه في العالم الرقمي وتطلع على من يتابع وماذا ينشر وأسلوب تعليقاته وغيرها .. كذلك من يتقدم للزواج كذلك بل كبرى الشركات والهيئات تستقطب وتوظف الطاقات والكفاءات من خلال هذه القنوات (الإدارة الإعلامية الشخصية) التي رسمتها أنت بنفسك.
عزيزي القارئ بعدما تبين لك الآن في نهاية هذا الموضوع من أنت رقمياً أعد النظر في إدارتك الإعلامية الشخصية في قنوات التواصل الاجتماعية واجعلها نافذة وأيقونة جميلة رائعة تليق بشخصك وتضع نفسك بمكان مناسب ولائق بك لتظهر لنفسك ثم للآخرين بسلوك رقمي رائع بل وبمهارات شخصية رائعة .. وهذا ما يفترض أن تكون عليه أنت في عالمنا الجديد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
ksa