المقالات

فجر التأسيس..

تهل علينا في هذا اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا مدادها تاريخ ضارب في عمق الزمن نحتفل به كسعوديين لأنه يؤرخ لحقبة زمنية بدأها الباني المؤسس الإمام محمد بن سعود رحمه الله قبل ثلاثة قرون أثمرت في البداية عن كيان كان له امتداد تاريخي رائع يحقق الوحدة والازدهار، ومنه استمد أسلافه كيفية بناء دولة فاجتهدوا وضحوا بنفوسهم وأموالهم حتى يومنا الذي نحن فيه حيث الدولة السعودية الثالثة ولم يذكر التاريخ أن دولة تم القضاء عليها يمكن أن تعيد أمجادها لثلاثة عهود متتالية إلا الدولة السعودية وذلك بسبب أن آل سعود محبة واحتراما في قلوب أبناء الجزيرة العربية، ولأنهم وجدوا فيهم الحب والتضحية في سبيل جمع شملهم والحرص على نقاء عقيدتهم فالتف الناس حولهم لما شاهدوه بأعينهم من مظاهر العدالة والتقوى والورع والتي اتصفوا بها منذ عهد الأمام محمد بن سعود رحمه الله، حتى مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه من بعده .

وفي هذا الوقت ونحن نجني ثمار ما بذله حكام هذه البلاد من جهد وعمل دؤوب لينعم كل من يعيش على أديم بلادنا بالأمن والأمان والسعة في الرزق فإنه يلزمنا أن نشكر الله أولا وأخيرا على ما حباه لهذه البلاد من نعم ظاهرة وباطنة مستذكرين ما كان عليه وطننا في الماضي وكيف كان يعاني من شظف العيش وقلة الموارد حتى فتح الله عليه من كنوز الأرض وخيرات الله التي لا تحصى فأكرموا بها ومنها أبناء وطنهم وساعدوا كل محتاج في شتى دول العالم فلله الحمد والمنة . واليوم ونحن على أبواب احتفالية جديدة بيوم التأسيس حيث المواطنون يتزينون بألبستهم التراثية الجميلة التي تجعلنا نعيش في خيال ممتع يفوح شذاه ليعطر الحاضر الجميل.

فإننا نتمنى أن يكون ذلك مقرونا باستذكار تضحيات الآباء والأجداد في سبيل بناء هذا الوطن المعطاء مؤصلين تلك الجهود والتضحيات في نفوس أبناءنا وبناتنا لينشؤوا على حب وطنهم والفخر بأمجاده كما أن النفس تسعد في أن يتم في هذا اليوم إحياء القيم الأخلاقية التي كنا نسمع بها في زمننا الماضي مثل الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف وتجسيدها عبر مشاهد حية ليطلع جيل الحاضر على أصالة الماضي .
كل عام ووطني وقيادتي بخير ودامت سعوديتنا منارا للحب والعطاء ودعاء من القلب لكل سعودي وسعودية يحتفل معنا بيوم التأسيس والبناء.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى