المقالات

معجزةُ..خالدة..

 

الوطن ليس تراباً أو حدوداً أو علماً يرفرف أو أهازيج تردد بل هو أعمق من ذلك إنه الانتماء والجذور .. إنه الحنين عندما نغترب عنه فنشعر بالفقد يؤرقنا وتهفو قلوبنا شوقاً وحنيناً كما يحن الطفل لأمه بعد فراقها.
الوطن هو الأمان والسكون والحضن الدافيء والعنوان إن تاهت خطاك في متاهات الأرض والحياة .
ومن لا يشعر بالوطن إلا في يوم الوطن ابن عاق جحود كنود
ومن يعود بعد يوم الاحتفاء كما كان قبله عابثاً بمقدراته غير باذل لنفسه وجهده لبناء وطنه فحبه للوطن محض ادعاء.
أي معنى للمواطنة لدى مسؤول وثق فيه ولاة الأمر فمكنوه فشق بالناس وبغى وطغى أو ضيع الأمانة بالتساهل والمحسوبية وتوشح بثوب الفساد الأسود وقدم من لا يستحق على من يستحق.
أي معنى للمواطنة لدى موظف كسول متكل متواكل يستخسر في بناء وطنه دقائقه وأنفاسه فتراه متقاعساً وأعظم منه جرم من يسرق ويرتشي ويتحايل على أنظمته وقوانينه، يلتمس لنفسه المعاذير مستمرئاً الغش والخديعة وأسوأ منه من يكون على ثغوره فيسهل دخول المخدرات والممنوعات والسموم والبضائع المغشوشة ،أي معنى للمواطنة لدى كاذب عتل جواظ يهتبل كل فرصة لتجاوز الأنظمة ونهب خيرات وطنه يتاجر بالرذيلة ويبيع ذمته بعرض من الدنيا قليل.
أي معى للمواطنة لدى من يقف مصطفاً خلف أعداء الوطن مهلهل المواقف لين اللفظ على أعدائه سليطاً على قادته وحكامه.
في معركة التمايز لا حياد ولا صمت ولا وسط بل صفاً واحداً .
ولله در الشاعر الجاهلي عندما يصف الحمية قائلاً :
“لا يسألون اخاهم حين يندبهم
في النائبات على ما قال برهانا”
الوطن ملحمة المجد الخالد تزيدها الأيام شموخاً ورفعة.
الوطن دم يجري ونفس يتردد على ثراه امتداد التضحيات وتحت ترابه هامات جاوزت السحاب امتداد الماضي بالحاضر وبريق شمس المستقبل المشرق ترسم لوحة مدادها الإبداع وإطارها العطاء ونقشها سواعد الرجال.
هنا مرت فلول التوحيد قائدها صقر الجزيرة تحت لهيب شمسها التي يراها الموحد ورجاله كنسيم الثلج ووعورة صحرائها تحت سنابك الخيل شرر يوقد من عزم الرجال وحداؤها صهيل الجياد وصليل السيوف… كم تقصر العبارات عن وصف الملاحم معادلة بل لا تزال لغزاً اعقد من شفرة دافيتشي ولغز الأهرامات بنظرة جوية علوية من سماء هذا الوطن تدرك كم هي ضخامة المعجزة خيل وجمال ورجال سواعدها سمر بثياب ممزقة تصنع المستحيل في توحيد الوطن..
حق لنا أن نحتفل كل يوم ففي كل يوم أمجاد تصنع وبناء يرفع وعدو يدفع ويدحر بكل ثقة بوقود الإيمان ونور العقيدة ووفاء القيادة للشعب والشعب للقيادة ورؤية ثاقبة وعزم أكيد وحزم شديد تنطلق عجلة البناء امتداداً لملحمة الوطن بدءاً ببانيها وامتداد ابنائه البررة وصولاً لعهد الحزم والشباب تنطلق الدولة السعودية الرائعة ليقف لها العالم أجمع أعجاباً واتبهاراً واحتراماً فلا شلت يد الباني ونائبه ويرحم الله مؤسسها وخلفه الأبرار الأطهار ..
سر قدما نحو البناء والأمان والوحدة فكل كوارث الدنيا عليك برداً وسلاما..

-فوزية بنت دخيل بن طواله الشمري
تعليم المنطقة الشرقية
الجبيل الصناعية

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى