المقالات

ماذا بعد كورونا ؟

في الأحداث التاريخية الكبرى نجد أن بين كل مرحلة ومرحلة جديدة ثمة ” أزمة ” تحرك الأذهان وتشعل الصراع وتحفز الإبداع وتطرق فضاءات غير مسبوقة تمهد السبيل إلى مرحلة جديدة.

فللأزمات بكل أنواعها دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد البناء أو الهدم ، معجم “ويبستر” يعرف الأزمة بأنها نقطة تحول إلى الأفضل أو الأسوأ. لحظات حاسمة، وقت عصيب مابين التهديد وضغط الوقت.

فهل ستغير كورونا العالم ؟ وتكون نقطة تحول نحو الأفضل ؟ أم الأسوأ؟

بالتأكيد لن يكون العالم مابعد كورونا كما كان قبلها ، فالمتأمل في التطورات والإجراءات المتسارعة خلال الأحداث هذه الأيام في التعامل مع “أزمة كورونا” يرى أن الأزمة تستبطن بوادر تغيير للمرحلة المقبلة .

يقدم العالم نماذج عديدة في إدارة الأزمة على مستوى الدول والمنظمات ، فأزمة كورونا ماهي إلا تحدي لدول العالم واختبار لقوة أنظمتها وحقيقة قيادات هذه الدول أمام شعوبها.

الدول التي أعتمدت قياداتها على فرق خاصة وكفوءة في التعامل مع “فيروس كورونا” في ظل وجود نظام صحي قوي وكوادر ومنشآت صحية على مستوى عالي هي الأكثر صموداً حتى الآن وسيطرة في التعامل مع الأزمة وبالتأكيد قادرة على تجاوزها بكل اقتدار ونجاح.

أما الدول التي انتهجت أسلوباً تمثل في التصدي المرتجل والتعامل بطرق عشوائية غير مدروسة وفي بيئة نظامها الصحي ضعيف ومنشآت متهالكة تعكس فساد النظام وحقيقة الدولة الصورية أمام شعبها ستكون أكثر معاناه وتدهوراً في هذه الأزمة.

أزمة كورونا ماهي إلا كاشف لحقيقة مستقبل الدول وشعوبها وجواباً لسؤال : هل أنتم مستعدون للمستقبل ؟

ومن جانب فقد جعلت ” كورونا” التقنية أمراً واقعاً لتطبيق التكنلوجيا الحديثة في مناحي الحياة اليومية ؛ فقدمت الكثير من المؤسسات الحكومية و الشركات نماذج للعمل وتقديم الخدمات عبر التقنية على سبيل المثال .. التعليم عن بعد و العمل عن بعد وغيرها من الخدمات ، مما يدعوا إلى التفكير بالإجراءات السابقة والغير ضرورية والروتينية التي تفرضها البيروقراطية الحكومية أو الأساليب القديمة التي تتبعها الشركات والمؤسسات التعليمية وغيرها ، وهذا مكن عدد من الدول وبمقدمتها المملكة العربية السعودية والتي تحظى بوجود بنية تحتية جاهزه ومفعلة لاستخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة في المؤسسات مما ساهم في نجاح هذه الدول في إدارة الأزمة و وفر خيارات واسعة في التعامل مع الأزمة وقدموا رسالة مفادها : نعم مستعدون للمستقبل ولما بعد كورونا.

 

………………………..

للكاتب / فهيد الرشيدي

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
ksa