المقالات

غادر المجموعة

 
يُحكى أن شاباً كان يعيش في مدينة الخرج قبل سنوات، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية رحل إلى المنطقة الشرقية للإلتحاق بالكلية التقنية بسبب مجموع درجاته المتدني في شهادة الثانوية.
أنهى الشاب الكلية التقنية في تخصص الإنتاج، وبعد التخرج بحث عن وظيفة ليلتحق بها، ولكن لم يحالفه الحظ.
عاد إلى مدينة الخرج مسقط رأسه وجسده، ومع مرور الأيام وفراغ الوقت، أصبح مجرد إنسان هدفه في الحياة المأكل والمشرب والدخول لشبكة الانترنت.
قرر أخاه الأكبر نقله إلى مدنية الرياض وتسجيله في أحد المعاهد المتخصصة في تدريس اللغة الانجليزية، حيث استأجر له شقة بالقرب من المعهد، ووفر له المصروف اللازم للعيش هناك.
أكمل الشاب نصف السنة وأصبح في مستوى متقدم ومتميز من اللغة.
تقدم لإحدى شركات الطيران المعروفة، وتم قبوله مباشرة بفضل مستواه المتميز في اللغة.
عمل في الشركة عدة سنوات، ثم قرر الرحيل لإكمال دراسته في بريطانيا بسبب توقف راتبه في الشركة عند حد معين.
قبل أخاه الأكبر بالفكرة ورحب بها، وأرسله هناك بعد أن تعهد له بمساعدته بالمال حال حاجته.
ما إن أمضى الشاب الخرجاوي عدة أشهر في بريطانيا، إلا وتم قبوله في البعثة لدراسة البكالريوس.
أنهى البكالريوس بمجموع ممتاز من الدرجات، ثم استكمل دراسة الماجستير، والآن هو على وشك الإنتهاء من رسالة الدكتوراه.
هذه القصة التي عايشتها بنفسي وكنت معايشاً للوقت الذي سبق مغادرة هذا الشاب لبريطانيا بأيام، حينما ذهبنا لشراء وجبة العشاء وأبلغني فيها بخطته التي ينوي تنفيذها، حيث أيدته بالفكرة وشجعته عليها بسبب أنني مؤمن بقيمة معيار وعامل البيئة وماله من دور في اكتشاف الإنسان لنفسه وقدراته.
كان عليه أن يرحل لمكان آخر ويبدأ صفحة جديدة من الحياة، حيث أصدقاء جدد، ومعلمين جدد، وعالم جديد ومختلف.
وبالفعل كان حظه رائعاً حين أوجد الله له أخاً كبيراً يساعده وينتشله من الضياع.
تحية لهذا الشاب وتحية لأخيه وتحية لكل شخص لايقف متفرجاً في مكان لايمكن أن يصنع منه شيئاً، فالنبات ليُثمر لابد أن يوضع في مكان مناسب ليصله الماء والشمس والهواء.
ورسالتي لمن لا يزال يعيش في دائرة لايمكن أن يخرج منها، لمن أصبح رهينة لبيئة تُعيقه من تحقيق طموحاته وأهدافه، أقول لهؤلاء هيا يا أخي كن شجاعاً و غادِر المجموعة “بكسر الدال”.
 __________________________
الكاتب : بدر الحربي
اظهر المزيد

‫9 تعليقات

  1. معنى ذلك أن كل شاب عليه أن ينتظر من يعينه بعد الله كأخ راعي الخرج أو أخت او والد او والده ، ما اقصده انك لم تعطي الشاب في مقالك العاطفي لأن يعتمد على نفسه دون مساعده من طرف آخر ، وهذا ما يعاني منه شباب اليوم ، عليك أن تسرد طرق وسُبل ذلك لا ان يضع الشاب يده على كفه وينتظر من يساعده !!!

  2. موضوع جميل يهم طبقة الشباب العاطل بالدرجة الأولى…
    يجب على من مثله أن ينتشل نفسه ويبحث عن من يساعده في مغادرة المجموعة. فلا خاب من استخار و لا ندم من استشار.

  3. مقال من ذهب وكم من شاب حولي وحولك تعرض لمثل هذه القصة ولم يغادر المجموعة خوفا او بسبب مجتمع .. الإقدام نصف طريق النجاح والتردد هو ما قتل فينا الطموح .. دمت متألقا أستاذ بدر .. اخوك أبو عمر الخرج سيتي

  4. التوفيق من الله أولا وأخ الشاب سبب من الاسباب أوبالأصح هو من فتح الباب
    والسبب الرئيسي هو عزيمة وأرادة الشاب والاصرار والصبر في طريق النجاح
    شكرا بدر على مقالك الرائع.

  5. بمجرد نقل هذا النوع من القصص إلى القراء والعامه ، قد تنقل حياة احدهم من الظلام الى النور.

  6. على قدر أهل العزايم تاتي الغنائم اذا بداء الشاب يفكر في تجاوز فشله السابق وأن فشله السابق كان منحة من الله وتجربه و خبره كما قال البروفوسور ابراهيم الفقي فإنه سيتحول الفشل السابق إلى نجاح باهر لكن لا تقول لنفسك اني فاشل فشلت في كذا وكذا ولكن توكل الله واعزم الامر على عمل شيئا باتجاه هدفك والسلم يبداء بدرجه والله المستعان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى