المقالات

عصرة ليمون

طبيعة الإنسان تستهويه الخيالات والأحلام الواسعة, فنجد فلان صاحب المشروع الضخم والحائز على براءة الاختراع ولديه من الأفكار المتجددة ووضعه لنقاط الحروف ورسمه للشكليات والتصاميم ما يجعلك تقف عاجزًا عن الثناء عليه والانبهار به. لكن تمهل! تلك فقط في حديثه وخياله، أما واقعه خلاف ذلك: استيقاظّ من النوم, فذهابّ إلى العمل الروتيني, ثم العودة للمنزل ليكمل بقية يومه على حسابات التواصل الاجتماعي, وما أن يجد فرصة للحديث حتى ينطلق بتلك المشاريع الضخمة ويبهرك!

لو أمعنا النظر قليلًا واقتربنا من حياته، لوجدناه يحتل مركزًا بين أصحاب (يقولون ولا يفعلون).

قد يقول البعض ربما كان هناك مثبطين من حوله؟ إذا أين هو من قدوتنا ومثلنا الأعلى -صلى الله عليه وسلم- عند تبليغ رسالته هوجم بأشنع الوسائل اللفظية والجسدية وكان لسانه يقول: “اللهم اغفر القومي فإنهم لا يعلمون” لا يعلمون مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه, ولا يعلمون حقيقة تلك الأهداف خلف الرسالة! لا يعلمون أن في صبره وكفاحه ومقاومته لرغباته الإنسانية صنع من رسالته أنظمة حياتية ونفسية ومصيرية مواكبة لجميع الأزمنة ومختلف الناس, ولو أجهدنا أنفسنا بشيء اسمه القراءة لرأينا أصحاب الهمم قولًا وفعلًا في القديم والحديث, يقول الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (إن لي نفسا تواقة لم تتق إلى منزلة فنالتها، إلا تاقت إلى ما هو أرفع منها، حتى بلغت اليوم المنزلة التي ليس بعدها منزلة، وأنها اليوم تاقت إلى الجنة ) تلك المقولة لم تخلد على أنها قول قائلها فقط بل دُونت معها أفعالًا يشهد التاريخ لعظمة صاحبها. هذه الهمة ذكرها في حديثه و عمل بها إلى أن بلغ مناه ومبتغاه. ذاق طعم الإنجاز فتعددت أهدافه ذاك هو الشغف..
فأين أنت اليوم أتحتاج إلى عصرة ليمون لتحرقك الأيام في جراحك الناطقة بقول: ” لو عادت بي الأيام لفعلت كذا وكذا وكذا…”, أم ستستيقظ من سُباتك وديمومة راحتك, لتقف, ولسان حالك يقول:
“أنا لها”؟.

مفتاح النجاح:

– لا تستمع لهتفات النفس فهي محبة للراحة, وابحث عن صناع النجاح و الهمم و عاشرهم؛ لتكن منهم.
– لا تكف عن المحاولة فلربما تأتي بأمر لم يخطر على ممن سبقك.
– اقرأ واجعل لك وردًا يوميا من الكتب, مارس ذلك بهمة. فهي تنمي مداركك اللغوية وتغير من طريقة تفكيرك.
– اعزل نفسك بأفكارك, واكتبها فأحدها ستكون واقعا لا محالة.

 

…………………………………………………………………………………..

بقلم الكاتبة / هاجر آل قاسم 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى