المقالات

عرفتني ولا ما عرفتني…!

كنت في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الخامس عشر الذي أقامه جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمملكة البحرين مؤخراً, والتقيت بالفنانة والمذيعة أستاذة/مريم الغامدي, وأخذنا نتجاذب الحديث
عن أعمالها وإنجازاتها التي حققتها خلال السنوات الماضية في المجال الإعلامي والفني ،ولم نستطيع اكمال الحديث الجميل, بسبب الأشخاص الذين يأتون للسلام عليها, بحكم شهرتها وعلاقاتها الشاسعة ومعارفها في المجتمع والوسط الفني والاذاعي, فكان الكل يحرص السلام عليها
ومما استوقفني أن طريقة التعامل والسلام من هؤلاء الأشخاص وهم في غاية الفرح باللقاء معها

فكان الكثير منهم يقول عرفتيني ولا ما عرفتيني ؟ مما جعل الفنانة في حيرة من أمرها وتحاول أن تسترجع شريط ذكرياتها من مواقف وأحداث بينهم, وحينما ترد عليهم للأسف لا أذكر فتنقلب وجوه البعض منهم 180 درجة من الابتسامة للعبوس وكأنه سمع أمر صاعق, ثم يدير وجهه ويمشي والبعض يداعب بلطف لعلها تتذكر شيء من الماضي.
وهي تقول : كيف لي أن أتذكر اشخاص قابلتهم ساعات معدودة …!.

لذا علينا أن نتأدب بمن نقابلهم اثناء السلام عليهم بأي حال من الأحوال مهما كانت علاقتك بهم وأن نقدر مكانة الشخص الذي يقابله آلاف الأشخاص غيرك(فلكل مقال مقام), كذلك علينا مراعاة عمره ومدى وعيه وذاكرته ومعرفته بمن ليس له علاقة بهم مباشرة ،وذلك لتفادي جرح المشاعر وتعريضه للحرج أمامك وأمام الأخرين.

ومع قدوم المعايدات والمناسبات المختلفة ومقابلة العديد من الأشخاص من الأقارب والأصدقاء والمعارف وغيرهم, علينا أن نتجنب سؤال عرفتني ولا ما عرفتني!! وخاصة كبار السن والشخصيات الاعتبارية, وليكن سلامك ومقابلتك تترك أثراً جميلاً وعلاقة سعيدة.
وتذكرت قول الله تعالى:(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى