المقالات

اللغة العربية لغة الجمال والإبداع

اكتسبت اللغة العربية الجمال والإبداع وهي من أفضل اللغات بياناً للمعنى من المفردات والتراكيب واشتقاق الكلمات من بعضها البعض فاللغة العربية تعتبر من أبرز اللّغات على الإطلاق وأكثرها جزالةً في الألفاظ واسعةُ المدى والبيان , خالدةً لن تنقرض مع مرور الزّمن، وتعد من بين أكثر اللغات تحدثاً في العالم وهي اللغة الأم لأكثر من 290 مليون نسمة في العالم، معظمهم في العالم العربي. يضاف إليهم 130 مليوناً يتكلمونها كلغة ثانية ، كما تتوقع الإحصائيات أن يصل عدد المتحدثين بها نحو 647 مليوناً سنة 2050.
واللغة العربية هي لغة العالم الرابعة في ترتيب اللغات الأكثر انتشاراً بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية،  
كما أن اللغة العربية من أغنى وأدق لغات العالم من حيث الكلمات والمعاني، إذ يتجاوز القاموس العربي 12مليون كلمة ، بحسب قاموس “المعاني” الإلكتروني والأبجدية العربية تتألف من 28 حرفاً ، وهي ثاني أكثر الأبجديات انتشاراً في العالم , ويحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية يبرز من خلاله تاريخ اللغة العربية ومكانتها ورقيها وحضارتها بين لغات البشر , وبث روح الفخر والاعتزاز بها بين أبنائها , والتذكير بإمكاناتها الواسعة في التعبير عن كل شأن من شؤون الحياة , والارتقاء بها وإعلاء شأنها وتطويرها , وتحسين مستوى تدريسها ونشر الوعي بالتحديات الكبرى التي تحيط بها , والعمل على استخدامها في مجالات الاتصال الحديثة , وممارسة التحدث باللغة العربية الفصحى  
فاللغة العربية لها الكثير من المميّزات بجمال حروفها وفصاحتها عندما تُنطق وتُسمع وتُكتب ، سُمّيت اللّغة العربيّة بلغة القرآن والسُنّة لأنّ القرآن الكريم نزل بلسانٍ عربيّ فصيح ومُبِين , قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) سورة النحل “103”  ، فالقرآن الكريم نزل بمعانٍ وتراكيبَ وجملٍ بليغة جدّاً تحتوي على الكثير من التّشبيهات والاستعارات والأساليب اللغويّة البليغة  ,  ولا توجد هذه  الميزات إلاّ في لغة الضّاد فقط عن غيرها من اللّغات ومن مميّزاتها أيضاً  : * الفصاحة : أي خلو الكلمات ممّا يشوبها من تنافرٍ, * الترادف :  عددٌ من الكلمات تدل على نفس المَعنى , الأصوات ودلالتها على المعاني :   يفهم معنى الكلمة من خلال الصّوت فقط ,              * كثرة المُفردات : تنفرد لغة الضاد أكثر بالمفردات من لا تحتويه لغةٌ أخرى ,  * علم العروض:  ينظم أوزان الشّعر ويضع القواعد الرئيسيّة لكتابة الشّعر , * الثّبات الحرّ :   للغة الضاد وانتصارها على عامل الزّمن والتطوّر وعلى اللّغات الأخرى …..   , فاللغة العربية هي اللغة الأكثر سحراً وجزالةً و تفرداً في الألفاظ وقُدرةً على استيعاب المعاني الجليّة بين سائر لغات العالم ,  ويبرز جمال اللغة العربية في الشعر والخطابة والقصة  والرواية ….,  وقدنظم لها الشعراء أبياتاً في المديح و الرثاء وضرب الأمثال والنّثر والبلاغة , ونذكر هنا ما قاله الشاعر أحمد شوقي :               (((  إن الذي ملأ اللغات محاسناً .. جعل الجمال و سره في الضاد  ))) وأبيات أخرى لشاعر النيل حافظ إبراهيم :                                                 أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني .. ومنـْكـمْ وإنْ عَــزَّ الــدّواءُ أســـاتِي
فـلا تَـكِـلُونـي للــزّمـانِ فـإنّنـي .. أخــافُ عـلـيكـم أن تَحـينَ وَفـــاتـي .    

ففي اللغة العربية إبداعات وروائع لا توجد في أي لغة من لغات العالم فإليك أيها القارئ الكريم أن تستمتع في قراءة بعضاً من تلك الروائع والإبداعات :  

**  فهذه إحدى القصائد العجيبة التي إن قرأتها من اليمين إلى اليسار تكون في المدح :

طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ

وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ **** سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ

جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا

** وإن قرأتها من اليسار إلى اليمين تكون في الذم  :

رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ **** حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا

عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا **** خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا

كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ **** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا .

** وهنا أيضاً أبيات جميلة تستطيع قراءتها أفقياً وراسياً :

ألـوم صــديـقـي وهــــذا مـحـال
صــديـقـي أحـبــه كــلام يــقــال
وهــــذا كــلام بــلـيـغ الـجــمـال
مـحــال يــقــال الـجـمال خـيـال .

** ومن الروائع المتميّزة أيضاً أنك تستطيع أن تقرأ بيت من الشعر دون أن تحرك شفتيك :

    قطعنا على قطع القطا قطع ليلة … سراعا على الخيل العتاق اللاحقي  .

** كلمات في وصف محاسن العين :

 
إذا كانت العين شديدة السواد مع الاتســاع وصفت بأنها : دعجــــاء .


إذا كــان في ســـوادهـا حمــرة وصفـت بأنهـا : شــــهلاء .


إذا كــانت العيـن واســـــعة وصفـت بأنهـــا : نجــــلاء .


إذا كــانت طويلـــة الأشــفار وصفـت بأنهـــا : وطفــــاء .


إذا كــانت جفـــونها ســــوداء وصفت بأنهــا : كحــــلاء .


إذا اشــــتد ســوادهـا وبياضـها وصفت بأنهــا : حــــوراء .

 

  • لقد كان لكتاب الله العزيز ” القرآن الكريم ” الدور الأساسي لحفظ وانتشار اللغة العربية وتميّزها على جميع اللغات في العالم ، وأيضاً بصفتها الفصحى، لتمييزها عن باقي اللهجات السائدة عند العرب  .  بعضاً من الأقوال عن اللغة العربية :

#  الخليفة عمر بن الخطاب ” رضي الله عنه ” : تعلموا العربية فإنها من دينكم  .

# أحمد شوقي شاعر وأديب مصري : تعلموا العربية ، فإنها تثبت العقل ، وتزيد في المروءة .

# غازي عبد الرحمن القصيبي أديب ودبلوماسي سعودي: اللغة العربية لا تضيق بالتكرار، بخلاف لغات أخرى يتحول فيها التكرار بتلقائية محتومة إلى سخف مضحك .

# الفرنسي لويس ماسينيون : اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني

# المستشرق الألماني يوهان فك :  إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة ، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة .

   

 

  

                                                                                                   بدر بن عبد الكريم السعيد

                                                                                          b.abdulkareem@hotmail.com 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى