أبرز الأخبارمحليات

التعليم ” عن بعد ” تحدي قلب موازين القوى

تجربة مفاجأة كسبت التحدي العالمي

تغطيات – (تحرير  : فوزية الطوالة ):

التعليم عن بعد تجربة خاضها الأبناء من الطلاب والطالبات بدون مقدمات ولا سابق عهد ،، تحديات كان لابد منها للحفاظ سلامة المجتمع التعليمي في ظل جائحة  كورونا،،للالتزام بتطبيق التباعد الاجتماعي والبقاء في منطقة الأمان وهي المنزل ، فهل استطاع أبنائنا التكيف مع هذه التجربة الجديدة ، وهل تمكنت وزارة التعليم من وضع خطة دراسية ناجحة تضمن التوافق بين النشاط الطلابي وبرامج موهبة وبين التعليم عن بعد ، وماذا بعد تلك التجربة ؟.أسئلة يجيب عليها مجموعة من المختصين من خلال التحقيق التالي:

“الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية”

وفيما قد يخشى البعض أن يفقد التعليم عن بعد جوانب اجتماعية تعتمد على الحياة الاجتماعية في المدارس والجامعات ويفقد مهارات عديدة كالعمل الجماعي ومهارات التواصل والحوار وحل المشكلات،، أوضح البروفسور “بدر الصالح” أستاذ التربية  وتقنيات التعليم بجامعة الملك سعود سابقا وخبير تطوير النظم التربوية أن التعليم عن بُعد خصوصًا للتلاميذ الصغار قد يؤدي إلى شعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية، لأن الذهاب للمدرسة ليس تعلم رياضيات أو علوم أو غيرها فقط وإنما تفاعلات بين التلاميذ و بناء علاقات اجتماعية هم بحاجة إليها في مقتبل حياتهم، كما يتعلم الطفل المواطنة وتنمية مهارات اجتماعية، عاطفية من خلال احتكاكه بمعلميه وزملاؤه التلاميذ إضافة إلى تعلم ممارسة دوره كمواطن مساهم في مجتمعه المحلي والوطني.
فقد تطلبت الدراسة عن بعد في ظل جائحة كورونا تقنين ما يقدم من مناهج للتلاميذ وتعويض الفاقد التعليمي في فترة قادمة عندما تعود الحياة إلى طبيعتها.

“تقنين المناهج وتقليص النشاط والبرامج ضرورة”

وبين الصالح :” إن ما يتعلمه الطلاب في المدرسة يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء مهم جدًا و لذا تركز عليه المدرسة حاليًا في التعليم عن بعد ، ومهم إلى حد ما ليتعلمه الطالب إن كان ممكنًا بحيث لا يؤثر على جودة تعلم الجزء الجوهري أو الأساس في المنهج ،ومعلومات من الجيد أن يعرفها الطالب ولكنها غير ضرورية.
في الأحوال العادية في الدراسة يتعرض الطالب لكل هذه الأنواع الثلاثة من المنهج، ولكنها في مثل هذه الأحوال الطارئة مثل جائحة كورونا، اختُصِرت المناهج لأن من غير الممكن مساواة التعليم عن بعد والتعليم الحضوري في اليوم الدراسي وكثافة المنهج نظرًا لاختلافات كثيرة بين هذين النوعين من التعليم. لهذا اعتقد أن المنطقي تقليص النشاطات والبرامج التي يمكن أن تؤثر سلبًا على الطالب من حيث الجهد والوقت الذي يحتاجه لتعلم مواده الأساسية، نظرًا لهذه الظروف الاستثنائية التي تناضل فيها وزارات ومؤسسات التعليم في العلم أجمع لتوفير الحد الأدنى والأساسي من التعليم المدرسي للطلاب.

“تجربة فريدة “
فيما يرى د. سعود بن صالح المصيبيح تربوي وإعلامي رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري أنها تجربة فريدة حيث قال” جاءت جائحة كورونا لتجبر العالم على سلوكيات مختلفة تتم بالكامل عن بعد ومن ذلك التعليم وكانت الجامعة المفتوحة في بريطانيا التي تأسست عام 1969 أول انطلاقة للتعليم عن بعد ويدرس بها قرابة 170 ألف طالب وطالبة ولها قناة تلفزيونية تقدم دروسها في معظم التخصصات وكافة الدرجات العلمية وتضم عدد من الأساتذة والباحثين ومعترف بها من جميع دول العالم نظرا لقوتها الاكاديمية وجودة مخرجاتها
ولا يعد التعليم عن بعد معترفا في كثيرا مِن دول العالم ويستعاض عنه بالدارسة عن طريق الانتساب الذي فتح المجال لمن فاتهم قطار التعليم وهو معمول به في عدد من جامعاتنا ثم أنشئت الجامعة الإلكترونية وبدأت تقدم برامجها في تخصصات متعددة وبشهادات البكالوريوس والماجستير وجاءت جائحة كورونا لتجبر التعليم العام والجامعي على التعليم عن بعد.

“خيار للمستقبل”
وأضاف د. المصيبيح قدمت وزارة التعليم تجربة رائعة في هذا الخصوص عبر منصة مدرستي إضافة الى أكثر من 23 قناة تلفزيونية تبث عبر قنوات عين حيث يتم انتقاء أفضل المعلمين للتدريس في كافة التخصصات والمراحل التعليمية مع خيار مشاهدة القنوات عبر اليوتيوب لمن فاته البث المباشر ، وميزة التعليم عن بعد أنه أجبر الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور على اقتناء الحواسيب وتعلم طريقة التعليم الإلكتروني وأكتشف الطلاب والطالبات أن الأجهزة الذكية والجوالات من الممكن استخدامها للبحث والمعلومة والدراسة وليس فقط تطبيقات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وجاءت النتائج مشجعة إذ أتضح أن كثير من المواد الدراسية في التعليم العام والجامعي لا تحتاج الى فصول وحضور وانتقال مكلف اقتصاديا وجاهزية وأن خيار التعليم عن بعد سيقلل الكثير من التكاليف وأنه خيار التعليم في المستقبل .    
  
“تقنيات تعليمية تحاكي المستقبل”

و أوضح د. المصيبيح أن رؤية المملكة 2030 حثت على استعمال طرق تدريس حديثة، وكذلك التركيز في التدريس على استعمال الحاسوب وجهاز الآيباد، وقد عملت الرؤية على رفد المؤسسات التعليمية خاصة المدارس بما يلزم من أجهزة حاسوبية وأجهزة عرض للتنوع في عملية التدريس، وتجهيز المختبرات العلمية بكل ما يلزمها من أجهزة وأدوات، إضافة إلى السبورة الذكية التي أصبحت ضرورة من ضروريات التعليم العصري. لهذا فإن التعليم في المستقبل سينقل  الاحترافية في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد مما يسهم في الترشيد والوصول الى اقتصاديات تعليم متطورة، وهذا سيمكن الجامعات السعودية من الاستفادة من الجامعات العالمية وعمل التعاون والتكامل في عملية التدريس عن بعد وتبقى مرحلة الحضانة والروضة والمرحلة الابتدائية أصعب خيار في هذا الامر ، وكمتخصص في الارشاد الاسري أرى أن الاسرة قدمت جهودا متميزة في التعاون مع الوزارة مما يؤكد أن جائحة كورونا كانت مفيدة جدا في التعليم عن بعد .

” الطلاب يرونها تجربة رائدة “
وكان لأصحاب الشأن نصيب من الحوار وإبداء الرأي، ففي لقاء بالطالبة الجازي بدر اللامي قالت: تجربتي في منصة مدرستي تجربة رائدة جداً في استمرار عملية التعليم عن بعد وهو تحدي بعون الله في ظل(جائحة كورونا)و تقبل المجتمع لهذا التغيير هو الوعي بحد ذاته للاستمرار والنجاح ، حيث تقدم منصة مدرستي العديد من الخدمات التعليمية والمحتوى الرقمي الإلكتروني الإثرائي، الذي يدعم الأنشطة التعليمية المتنوعة ، و  المهارات التي اكتسبتها كطالبه ثانوي التفاعل بيني وبين المعلمة في الدروس التي يتم بثها بالفيديو ، عن بعد والحضور و المشاركة بسهوله ، والمشاركة في المسابقات والأنشطة بكل سهوله ، وكذلك حل التمارين وتصحيحها و أيضا من الطبيعي أن يكون الوقت هو الحاجز الأكبر لمنع الطلاب من الوصول إلى أهدافهم وطموحاتهم و من الصعب التوفيق بين الدراسة و (المشاركة , الأنشطة , المسابقات )في أيام الدراسة العادية لكن بأذن لله سوف يكون لدينا الوقت الكافي لتنفيذ المهام والحرص على تنظيم الوقت بين الدراسة و المشاركة في الأنشطة التابعة للتعليم .

“الدور المهم لأولياء الأمور”
ومن جانب آخر قال : أ. عبدالله سعيد عبدالله الزهراني مدير عام إدارة بيئة الاحياء المائية بوزارة البيئة والمياه والزراعة أنا كوني ولي أمر كنت حريص جدا على تنميه موهبه ابنتي جوري للانضمام لبرامج الموهبة الذي أطلقته وزاره التعليم مشكوره لتنميه قدرات الطلاب الموهوبين والمساهمة في تنميه الوطن وقد تم اختيارها ضمن الطالبات الموهوبات في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والنشاط الطلابي هو مجال يدعم مواهب الطلاب والسير بهم نحو تطور المجتمع والنهوض بالعملية التعليمية واكتشاف المواهب وقدرات الطلاب واكسابهم خبرات جديده ومفيدة للمجتمع
ففي ظل الظروف الاستثنائية الحالية بعد جائحه كورونا واعتماد عمليه التعلم عن بعد أصبح دور ولي الأمر أكثر أهمية من ذي قبل، فالأمر يتطلب الكثير من الجدية في التعامل مع الحالات الطارئة والسعي لإنجاحها من خلال  الحرص على تنفيذ كافه التعليمات وغرس قيمة التعلم في نفوس الأبناء ومضاعفه الجهد للقيام بواجبه في الاشراف المباشر على الطالب عند تلقيه الدروس أصبح أكثر أهميه حيث يعد أمانة ومسؤولية وواجبا وطنيا وتربويا وتعليميا .

وأضاف الزهراني ” تعد مبادرة التعليم عن بعد فرصه لولي الامر التركيز على الإيجابيات ومعرفه نقاط القوه وتنميه المواهب ونقاط الضعف التي تحتاج الى تحسين فضلا عن خلق فرص متنوعه لتلقي المعلومة لدى الطالب وهذا التعليم سيكون أكثر مشاركه في تشكيل مناهجهم الدراسية وعملية التعليم والتعلم وسيرسمون مستقبل التعليم مع توجهاتهم التكنو لوجيه وعصر الرقمية.

“الأنشطة تدعم العملية التعليمية”
ومقابل ما يقدمه النشاط الطلابي وموهبة من برامج داعمة ومعززة لمواهب الطلاب واستثمار مواهبهم وتطوير مهارتهم يشجع البعض أبناءهم على الاستفادة من تلك الأنشطة المعززة لعملية التعليم وهو ما أوضحه ولي أمر الطالبة لارا المهندس سعيد بن احمد الزهراني كبير مهندسي البيئة والصحة والسلامة لسلاسل الامداد العالمية حيث قال : أشجع أبنائي على الانضمام الى هذه البرامج المميزة والتي تصقل من شخصيتهم وتنمي فيهم المسؤولية الاجتماعية من خلال التثقيف والتعليم المستمر وغرس روح التواصل بينهم وبين زملائهم والمجتمع كافة وفي نظري لم يكن النشاط الطلابي عبء على الطالب وذلك لأنه داعم للعملية التعليمية ويساعد على اكتشاف المواهب واكتساب الخبرات ويجعل الطالب ينهل مزيدا من العلم والمعرفة في شتى المجالات،
 وأكد م. الزهراني  أن لولي الأمر دورا مهما للغاية من قبل هذه الظروف الحالية وبعدها حيث يمثل الركيزة الأساسية والمكملة لدور العملية التعليمية وبرز هذا جليا وواضحا خلال جائحة كورونا واعتماد العملية التعليمية عن بعد حيث حرص ولي الامر على تذليل جميع الصعاب وتوفير البيئة المناخية المناسبة للأبناء لاستكمال دراستهم عن بعد تماشيا مع التوجيهات والأنظمة المتبعة ،
وأضاف لا ننكر جميعا تأثير جائحة كورونا على مستقبل العملية التعليمية، فبعد ان كان التعليم للطالب والمعلم يتطلب حضورا ميدانيا وتفاعلا في بيئة واحده، أصبح الان عن بعد وهذا بدوره دفع الى إيجاد طرق وخطط جديده لاستكمال هذه المسيرة التعليمية في ظل هذه الظروف والمتغيرات وخلق بيئة تعليميه مناسبه كبديل عن الحضور الميداني وهذا أدى الى تطور في البيئة الرقمية وثوره علميه حتى أصبحت أداة رئيسيه بين المعلم والمتعلم وهمزة وصل فيما بينهم.  

“التحول الرقمي ضرورة “
 (covid-19) وقالت الطالبة شهد الحربي من الثانوية الرابعة بالجبيل في ظل هذه الازمة العالمية توجهت القطاعات الحكومية لتحول الرقمي و من أنجح تلك التحولات هو تحول العملية التعليمية من الصورة المعتادة إلى صوره تتناسب مع خبرتنا كجيل شغوف بالتكنولوجيات عبر إطلاق منصة مدرستي ليصبح التعليم عن بعد، وكوني طالبة في المرحلة الثانوية استطيع تأكيد نجاح العملية التعليمية حيث انه اكثر من 5مليون طالب استكملوا مسيرتهم التعليمية وفقاً لخطة الوزارة التعليم لاستمرارية العملية التعليمية وأيضا أسهم التعليم عن بعد في تحفيز الطلاب في المشاركة في العملية التعليمية من المواظبة على الحضور و التفاعل في الحصص اليومية بالإضافة إلى زيادة تفاعل الطلاب مع الأنشطة التفاعلية التي يضمنها المعلمين و المعلمات في حصص العطاء اليومي 
اما على صعيد الأنشطة اللا صفية فأنا شغوفة بالمشاركة لكن ليس لدي متسع من الوقت للاشتراك في المسابقات والمساهمة في الأيام العالمية والبرامج وغيرها وذلك لكثرتها لم نلحظ أي تغيير في الأنشطة كما مع التعليم عن بعد وكذلك لأن تعلمنا اصبح بشكل كبير ذاتي ولضيق الوقت وهذا يؤثر سلباً على مستوى التحصيل العلمي لنا كطالبات فكيف يمكن ان يوفق مع دراسته و وقت الاستذكار ووقته الخاص – الراحة كما ستؤثر على رائد النشاط لأنه سوف يزداد نصاب الأنشطة مع ثبات عدد ساعات العمل أي يعني زيادة الضغط العملي و كيف لرائد النشاط ان يوفق بين أكثر من ٥ أنشطه لاصفية لأكثر من ٣٠٠ طالب في أسبوع واحد.   
ورغم كل ذلك فأنا أيقن أن هذه مجرد عثرات البداية و كما قال وزير التعليم د. حمد آل شيخ
“البدايات دائماً صعبة” ولكن مع الأيام سوف تتطور و ستصبح افضل مما عليه اليوم ذلك بفضل الله ثم الجهود المضنية التي تبذلها وزارة التعليم في سبيل استكمال العملية التعليمية بشكل ناجح.

“التكامل مطلوب”
وفي تواصل مع سمو الأميرة  الدكتورة الجوهرة بنت فهد ابن محمد آل سعود مؤسسة ومديرة جامعة نورة سابقا أكدت الدور المهم لولي الأمر لدعم العملية التعليمية في الظروف الحالية وقالت: فرض تحدي فيروس كورونا على المدرسة والأسرة تكاملا في أدوارهما المحورية لاسيما بعد تفعيل التعليم عن بعد في الوقت الراهن ، ويعتبر هذا التكامل في غاية الأهمية للإقبال على التجربة التعليمية (التعليم عن بعد) التي فعلت من العام الماضي ولتحقيق الاستفادة القصوى ولإعداد أجيال المستقبل ، ولا ننسَ هنا الدعم النفسي للأبناء ، وتزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات ، ودور الأسرة في توعية الأبناء، لذلك فإن مسؤولية الأسرة باتت مضاعفة لأنها تمثل الإشراف المباشر على الطالب أثناء تلقيه الدروس عن بعد ، فقد أصبح أيضا أولياء الأمور مطالبين ببث الروح الإيجابية في نفوس أبنائهم،  ولا ننسَ هنا دور أولياء الأمور فيما يخص تعلم أولادهم ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى ذلك ،لا بد من متابعة أبنائهم أثناء تلقيهم الدروس خاصة صغار السن منهم ، ومساعدتهم في فهم ما لم يتمكنوا من فهمه والمشاركة الفاعلة بتعليم البعد الأخلاقي ، وحب الوطن واستثمار الوقت الذي يقضيه الأبناء في المنزل وذلك بالتركيز على تعليمهم المهارات ومراجعتها معهم وتطبيقها حتى لا ينسوها ولسد الفراغ الناتج عن الغياب القسري لبعض المعلمين أو لظروف الإرسال وتغيب الانترنت أحيانا أثناء بث الدروس عن بعد ، والعمل على تذليل العقبات.

“تعزيز المسؤولية الذاتية”
وبينت سموها أن تعزيز المسؤولية الذاتية لدى الطالب تبدأ منذ طفولته ومن تنشئته الاجتماعية كما أن للمدرسة دور فعال من حيث تشجيعه على أن يشارك في الأنشطة المدرسية المختلفة التي تساعده على تحمل المسؤولية وتطوير قدراته وتحسين مهاراته، وعلى الطالب أن ينبه معلمه إلى مواطن الضعف لديه ، والأسلوب الذى يمكّنه من فهم المحتوى فكما هو معلوم فعملية التعليم/ التعلم عملية نمو متواصلة ، تبنى من خلالها تحمل المسؤولية والخبرات، وعلى أولياء الأمور تشجيع أولادهم على أن يتعلموا بأنفسهم ، وأن يحاولوا تقييم قدراتهم على الفهم ، بهذا يقل اعتمادهم على المعلمين ويصبحون قادرين على التعلُم الذاتي المستقل الذى يبقى معه مدى الحياة، وعلى الطالب أن يضع أهدافا لمستقبله ، وأن يحاول الوصول إلى تلك الأهداف ، بهذا تظل درجة الدافعية للتعلم عنده قوية وفعالة ، وفي الوقت نفسه تعزز المسؤولية الذاتية لديه .

“رعاية الموهبين من خلال منصة مدرستي”
ووضحت سموها أن عملية اكتشاف الموهوبين تشاركية وتكاملية تبدأ في البيت وتعزز في المدرسة ومؤسسات المجتمع ، ومن هنا فإن الإجابة على هذا السؤال سابق لأوانه إذ أن الأمر يحتاج إلى كثير من الدراسات والأبحاث، وبصفة عامة فإن الأمر يحتاج إلى الاهتمام بالطلبة أثناء تلقيهم تعليمهم من منصة مدرستي وتذليل العقبات إن وجدت وتشجيعهم من خلال برامج ومبادرات وأنشطة  تتسم بالتكاملية والشمولية والنظرة المستقبلية التي تعزز قدرة الموهوبين والمبدعين على بناء العالم الافتراضي وتوظيفه بكفاءة وبشكل فعال ، واستشراف مستقبل الواقع الافتراضي وأثره على التنمية البشرية.

“مستقبل الوطن في المقدمة”

وقال د. متعب العنزي :في ظل تقدم الدول بالتعليم والاستثمار الحقيقي في الإنسان ودولتنا الرشيدة أولت التعليم جل اهتمامها وهذا ما يؤكده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما قال ” مستقبل وطننا نبنيه معاً ولن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة الدول بالتعليم والتأهيل والفرص التي تتاح للجميع والخدمة المتطورة،”
ويلزم دائماً مراجعة السياسات التعليمية والتربوية ونتائج تقويم التعليم هي المؤشر على ذلك فهل مخرجات التعليم وما يمتلك الخريج من مهارات وكفاءات توازي الانفاق الحكومي على التعليم أم مازلنا ننتظر نتائج أعلى مقارنة بحجم الإنفاق الحكومي السخي ؟

“ضرورة التحول إلى التقويم القائم على الإداء”

لابد من إعادة النظر في ثقافة التقويم لدينا فالتركيز على الكفايات والمهارات الأساسية أدى إلى افتقار الطلبة للمهارات العليا ولذلك يجب التحول من الاعتماد على الاختبارات التحصيلية والتقليدية أو حتى المقننة التي تعطي صورة أحادية البعد عن المتعلم إلى أنشطة يطبق المتعلم من خلالها معارفه ومهاراته ويثبت ذلك عملياً في مواقف حياتيه وواقعية والتحول إلى التقويم القائم على الأداء فخصائص العصر ومتطلباته ورؤية المملكة العربية السعودية وسوق العمل بعد ٢٠٢٠ يتطلب إمكانات بشرية تمتلك كفاءات متنوعة ومهارات إبداعية تمكنها من الإسهام الإيجابي الفاعل في الإنجازات الإنسانية وتحسين حياة الأفراد .

“الأنشطة قد تكون عبء ولكنها ضرورة”
وبين د. العنزي الأنشطة الداعمة لمواهب الطلاب تمثل عبئًا عليهم في ظل التعليم عن بعد ولكنها أمر حتمي وضروري للطلاب في ظل التعليم عن بعد؛ حيث يجد الطالب فيها متنفسًا ومصدرًا لمتعته في ظل انشغاله التام بالمحاضرات والمشاريع والواجبات التي تمتد طوال اليوم عبر المنصات التعليمية المختلفة، والتي تسبب له حالة من الضغط النفسي، وانخفاض الدافعية لمواصلة التعلم، فتأتي الأنشطة المحببة إلى قلبه، والتي تنمي موهبته وتصقلها، لتغير حالته النفسية، وتجدد دافعيته لمواصلة الدراسة والتحصيل الأكاديمي، ويمكن تنفيذها من خلال إدارات النشاط في التعليم العام و عمادات شؤون الطلاب في الجامعات .

“أساليب علمية في ظل التحول الإلكتروني”

من جانب آخر يرى د. أحمد بن عبدالله الجبر أستاذ مساعد في قسم تقنية المعلومات بكلية الحوسبة  في الجامعة السعودية الإلكترونية و وكيل كلية الحوسبة والمعلوماتية للدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة السعودية الالكترونية ،يرى أن هناك أساليب علمية ووزارة التعليم تسعى لدعم وتسهيل اكتشاف المواهب خصوصاً في ظل التحول للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في هذه الأزمة العالمية التي ولله الحمد نجحنا بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين في تجاوز العقبات والانطلاق بشكل علمي ودقيق نحو خطة التحول، وعلى سبيل المثال لا الحصر فمن خلال تفعيل الواقع المعزز بالمنصة يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف الموهوبين عن طريق تحليل البيانات وفق معايير دقيقة تعتمد على ترشيح الموهوب لدخول اختبارات نوعية تقيّم من خلالها قدرة الموهوب وبهذا نستطيع قياس نواتج التعلم، و حتى الآن ما زالت المنصة في البداية و بالعمل على المساهمة في تحقيق رؤية سمو ولي العهد 2030 التي من ركائزها تطوير التعليم سنصل بإذن الله إلى مرحلة النضج.

“الأولوية للتعليم”
وحول الأنشطة الطلابية التي يطلقها قسم النشاط الطلابي وبرامج موهبة وكيفية تفعيلها في ظل التعليم عن بعد واعتماد الطالب على نفسه كليا في عملية التعلم وازدحام الوقت والجهد لديه أكد د. الجبر أن تحول التعليم بشكل مفاجئ في هذا الظرف الاستثنائي ونجاحه على مستوى إدارة الأزمة يعطي أولوية واهتمام للتعليم، وبتجاوزنا لهذه الأزمة ومن خلال الخبرة التراكمية بإمكاننا الموائمة بين مواكبة التطور التقني وبناء الواقع الافتراضي التي من خلالهما نتمكن من تفعيل النشاط الطلابي بفعالية أكثر، ونحن الآن نعاصر وعيٌ مجتمعي يدرك أن التطور يعتمد على تمكين العقول الموهوبة، واكتشاف هذه العقول هي عملية تشاركية وتكاملية بين الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع، وحكومتنا الرشيدة – أيدها الله – لم تذخر جهداً في سبيل تنمية رأس المال البشري وتوسيع نطاق التعاون الدولي عبر شراكات فاعلة للارتقاء بمعايير جودة التعليم و تعزيز قدرات الموهوبين.

“المنصات التعليمة جزء من برامج دعم التقنية”
وقال أ.د محمد راشد الشرقي وكيل كلية الشرق العربي للدراسات العليا ،بعد حدوث جائحة كورونا وتعطل الأنظمة التعليمية على مستوى العالم قامت الدولة حفظها الله  مشكورة بتعطيل الدراسة الرسمية واستخدام البدائل الرقمية ممثله في بيئة التعلم الإلكتروني ، فنجحت قيادة هذا البلد العزيز بمحاصرة فيروس كورونا بإجراءات سريعة وجريئة ساهمت منصة مدرستي في استمرار العملية التعليمية عن بعد، وهي تعد مشروع وطني متميز  تميزت في العديد من الأمور التي ساهمت في استمرار العملية التعليمية من سهولة التعامل وتوفر المواد وأمنها وغيرها من الأمور ،الا أن ضعف شبكة الاتصال قد يؤثر فيها وعدم تدريب المعلمين سابقاً على استخدام منصات التعليم الالكتروني  قد يكون سبباً أساسيا في ما حدث من مشاكل في بداية التحول للمنصة، لذلك تعتبر العملية التعليمية من خلال المنصة جيدة إلى حد ما، حيث أنها تعد المصدر الوحيد لبناء معارف العملية التعليمية في ظل ظروف جائحة كورونا والحقيقة إن من محاسن الجائحة هي أن تم التحول السريع لمنصة مدرستي وعموما المنصات التعليمية هي جزء أساسي من برنامج دمج التقنية في البيئة التعليمية وقد كنا فعلياً متأخرين في هذا الدمج وأثناء الجائحة أصبحت التحول ضرورة ماسة لاستمرار الدراسة فبعد زوال الجائحة ان شاء الله لا بد أن تكون منصة مدرستي جزءً من العملية التعليمية بما يحقق الدمج الهادف للتقنية في البيئة التعليمية ، ومن الممكن الاستفادة منها باستمرارية التعليم والحضور للحصص الدراسية عند تعثر الحضور الفعلي للمدارس في بعض الظروف مثل ظروف الأمطار الغزيرة أو انتشار الغبار التي تحول دون الحضور للمدرسة .

وبين د. الشرقي أن الجائحة أدت إلى مراجعة العديد من القضايا وأهمها  قضايا التعليم، وتحديد

نواتج التعلم ..وتدريب المعلمين) )

كيفية أولويات المواجهة، لخفض الفاقد من ناحية، وترشيده من ناحية أخرى، وتفعيل العائد عند التحول لاستخدام المنصة التعليمية وهذا يستدعي تطوير طرق التدريس حتى تتلاءم مع منصة مدرستي ؛ فلا بد من تكثيف تدريب المعلمين على استراتيجيات التدريس عن بُعد بالشكل الذي يحقق به التعليم عن بُعد نواتج التعلم المرجوة.. فالمعلم يحتاج لمهارات إنتاج مقاطع الفيديو التعليمية، وتصميم دروس يتمكن الطلاب من خلالها من متابعة المنهج الدراسي، ومتابعة كل طالب حسب مستواه وأسلوب تعلمه، والقدرة الاستيعابية له.
وهذا يتناسب مع المنصات التعليمية والتي  تتيح تواصل المعلم مع طلابه، وإدارة العملية التعليمية من خلال الفصول الافتراضية، ويستطيع أن يقسم الطلاب إلى مجموعات ومن ثم تفعيل العمل التعاوني بينهم من خلال الأنشطة الهادفة والعمل بروح الفريق وهذا يدعم تعلم الطلاب  وينمي لديهم العديد من المهارات وخاصة مهارات التعلم الذاتي ومهارات التواصل: وكذلك مهارات التفكير الناقد والابداعي اذا ما احسن استغلال الأدوات التقنية التي توفرها منصة مدرستي وخاصة أداة المنتديات التعليمية.

“الفاقد التعليمي مؤشر تدني جودة “

ووضح د. الشرقي أنه قد يكون الفاقد التعليمي من أسر الطلبة أنفسهم حيث قد لا يفضلون التعليم لأبنائهم بهذه الطريقة وقد يكون الفاقد التعليمي بسبب انتشار الأمراض والأوبئة لدى بعض الطلاب التي تحول دون مواصلة التعليم، ومن الممكن أن يكون بسبب قصور المعلم وعدم تأهيله تقنياً ليتعامل مع الأدوات التقنية الحديثة فالواقع أن الفاقد التعليمي في زمن الأوبئة تقع مسؤوليته على وزارة التعليم اذا لم تحسن اختيار البديل المناسب لاستمرار العملية التعليمية و لم تقم بتدريب منسوبيها على إدارة المخاطر فوجود إدارة للمخاطر في كل منطقة تعليمية مهم جدا لمواجهة أي أزمة كبيرة كانت أو صغيرة
وتقع مسؤوليته على الاسرة اذا لم تطبق ما يطلب منها من قبل المؤسسات التعليمية في حالة ان كانت حلول تلك المؤسسات نموذجية او افضل ما يمكن ان يقدم.

“حلول لمعالجة الفاقد التعليمي”
وأضاف أنه من الممكن البدء في عمل اختبار تشخصي للطلاب حيث معرفة نقطة البداية التي يمكن الانطلاق منها، وأيضًا اعتماد التقييم البنائي للتأكد من مواصلة الطالب للعملية التعليمية، كما يمكن اعتماد التقييم النهائي وذلك للتأكد من مدى فاعلية العملية التعليمية والنظر في نقاط الضعف ومعالجتها وتقوية نقاط القوة وتطويرها، إضافة البدائل للطالب من خلال حثهم على التعلم الذاتي والتعلم المقلوب وحث المعلمين على التواصل مع الطلاب وتوفير المصادر التعليمية لهم كما ينبغي على أولياء أمور الطلاب متابعة تقدم أبنائهم في العملية التعليمية وتوفير كامل الاحتياجات لهم من أدوات وبرامج تعليمية مناسبة.

“منصة مدرستي إنجاز وطني”

وفي كلمة لمدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الشلعان: لقد أثبتت المملكة العربية المملكة العربية السعودية ممثلةً في وزارة التعليم جدارتها في احتواء الجائحة والحد من تداعياتها وتحويل التحديات إلى إنجازات فتحولت سريعًا إلى التعليم الإلكتروني عبر منصاتها وقنواتها وهذا – ولله الحمد- ليس بمستغرب على وطننا السعودي وقيادتنا الحكيمة في التعاطي مع الأزمات.
وكما نعلم جميعًا أن هذا العام عام استثنائي أثبت فيه نظامنا التعليمي كفاءته وفاعليته بدليل استمراريته وتطوره وقفزاته النوعية في ظل الجهود الحثيثة التي بذلتها الوزارة لإيجاد بيئة افتراضية مناسبة عبر “منصة مدرستي” وغيرها من القنوات ليتلقى طلابنا تعليمهم عن بعد وهم في أحضان أسرهم…
استمر التعليم بفضله تعالى ثم بفضل جهود وزارتنا الموقرة وبدعم من قيادتنا الرشيدة -وفقها الله- ثم بجهود معلمينا ومعلماتنا و متابعة الأُسر؛ ليسهم كل ذلك في صناعة جيل واعد و مبدع يحقق الرؤية الطموحة والريادة العالمية .

مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الشلعان

المهندس : عبدالله الزهراني

المهندس سعيد الزهراني

سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود

البرفسور محمد الشرقي

الدكتور : أحمد الجير

البرفسور : بدر الصالح

الدكتور : متعب العنزي

الدكتور : سعود المصيبيح

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
ksa