المقالات

أهل التوحيد .. للمجد عنوان

من قصر الرياض في مثل هذا اليوم الموافق 23 سبتمبر من عام 1932 م / 1351هـ صدر أمر المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراهم – أمر ملكي رقم 2716 نصه : ” بعد الإعتماد على الله وبناءً على مارُفع من البرقيات من كافة رعايانا في المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها ، ونزولاً على رغبة الرأي العام في بلادنا ، وحباً في توحيد أجزاء المملكة العربية أمرنا بما هو آت : المادة الأولى : يحول أسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى أسم المملكة العربية السعودية … ألخ “.
في مثل هذا اليوم تحققت رؤية المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – في بناء وطنٍ التوحيد بعد سلسلة من الخطوات والغزوات الحربية التي قام بها المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – في سبيل توحيد المملكة العربية السعودية ليجمع هذه الامة تحت ظل الحكم السعودي الذي تمتد جذوره التاريخية إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري ، الثامن عشر الميلادي .
فقد أكرمنا الله في هذه البلاد الطيبة بجمع كلمتنا تحت راية الإسلام الخالدة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فكلمة التوحيد هي الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد ، وأتخذته شعاراً لها ، ومنهجاً لحياتها ، وأساساً لنظامها.
لتكون أعظم دولة شهدتها جزيرة العرب منذ صدر الإسلام ، تبنيا لعقيدة التوحيد الصافية ، وتطبيقاً لشريعة الله السمحة ، وتحقيقاً للأمن ، واتساعاً جغرافياً .
فهانحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ 89 لتوحيد المملكة العربية السعودية عرفاناً بالفضل ووفاءً بحق المغفور له بإذن الله موحد البلاد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وإحتفاءاً بما تحقق من منجزات ومكتسبات شاهده للعيان في ظل حكومتنا الرشيدة من عهد المؤسس ومن بعده أبنائه الملوك البرره إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أطال الله بعمره – ذخراً وعزاً للأمة .
أنه يوم إعتزاز وفخر بهذا التوحيد للأمة على يد المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – ، فمن يعرف التاريخ سوف يعي الواقع المر الذي كانت تعيشه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية ، نتيجة لغياب السلطة عمت الفوضى وغدت البلاد مرتعاً للفتن والإضطرابات ، فالحياة في نجد كانت حياة قلق وذعر ، وخوف وعدم إستقرار ، وتفكك إجتماعي وسياسي ، ولدته الحروب والفتن التي تطحنها عسكرياً وأقتصادياً وخلقياً ونفسياً وفكرياً ، تردت بسببها الأوضاع إلى مستوى قد يضاهي مستوى الجاهلية او يزيد عليه .
فقلب الجزيرة العربية نجد ومنطلق الحكم السعودي قد عاشت قروناً عديدة مفككة سياسياً ، إذ كان كانت لكل بلدة فيها إمارة مستقلة عن غيرها متنازعة ، في بعض الأحيان مع البلدة القريبة منها ، ولكل قبيلة من قبائلها الرحل زعامة تتبادل الغزوات مع القبائل ألأخرى ، وكانت تتكون المملكة الحالية من مناطق متعددة كان لكل واحدة منها ظروفها السياسية الخاصة قبل قيام الحكم السعودي .
فكانت رؤية الموسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – في توحيد البلاد وتطهيرها مما طرأ عليها من إنحراف عن العقيدة الإسلامية من شرك وبدع وسيطرة الجهل والأمية هي خير منقذ للأمة لتكون الدولة السعودية قائمة على أساس التوحيد في بعديه الديني العقدي ، والسياسي الوطني رغم ماكان يواجهه من تحديات تحيط بالمنطقة في ذلك الوقت من كافة الجوانب تشير إلى إستحالة تحقيق هذه الرؤية في ظل الأطماع الإستعمارية التي تتنافس على مد نفوذها للجزيرة العربية والقوى المختلفة المتنازعة بالمنطقة وأتباع الأتراك العثمانين محيطين بالجزيرة العربية من الشمال والغرب والشرق فقد خاض المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – في رحلة توحيد المملكة العربية السعودية ولم شملها تحت راية التوحيد الكثير من التحديات والصعاب في سبيل تحقيق هذه الرؤية التي نحتفل بذكراها الـ 89 وقد كان هذا التوحيد نقطة تحول حاسمة في تاريخ نجد والجزيرة العربية من الجوانب الدينية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية .
فهانحن اليوم نحتفل بالذكرى المجيدة الـ 89 لتوحيد المملكة العربية السعودية ونحن نضع نصب أعيننا رؤية 2030 رؤية وطنية طموحة تأسس لمستقبل واعد ليكون هذا البلد العظيم في موفع الصدارة في كل المجالات ، وكأن التاريخ يُعيد نفسه فرغم مايحيط بهذه الأمة السعودية من تحديات وعدوان لا يريد لهذا الوطن واهله الخير حسدا من عند أنفسهم وخوفاً على مصالحهم ومشاريعهم التي تهدد أمن وإستقرار المنطقة والعالم إلا أننا ماضون بعون الله يداً بيد إلى تحقيق رؤيتنا رؤية الوطن 2030 لتكون بلادنا مزدهرة قوية وكما يقول عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان ” معا سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعاً مزدهرة قوية تقوم على سواعد أبنائها وبناتها وتستفيد من مقدراتها ” .

——————-

فهيد الرشيدي

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
ksa