المقالات

أما بعد..

أفسحوا لي مُتسعًا أحدثكم بإيجاز عن رجلٍ ” فخمًا مُفَخَّمًا, يتلألأ وجههُ تلألؤ القمر ليلة البدر”, و ” لو رأيته لقلت: الشمس طالعة” , أُعْطِي الجمال كله, وتفوقَ على الجمال اليوسفي.
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
قال أبو بكر- رضي الله عنه- عندما سمع هذا البيت: “ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
أّذكرُ أنني قرأتُ يومًا حديثًا -هاجت به مشاعري- دار بينه وبين من حولهُ, قائلًا:” متى ألْقى أَصْحَابِي؟ مَتى ألْقى أحبابي؟ فَقَالَ بعض الصَّحَابَة أوليس نَحن أحبابك؟ قَالَ: أَنْتُم أَصْحَابِي غير أَن أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بِي أَنا إِلَيْهِم بالأشواق”. عجبًا ثم عجبًا لقلبه المتسع لأمته إلى يوم يبعثون! عجيبٌ أمر محبته التي فاقت الوصف وبلغت الآفاق, وبالرغم من البُعد الزمني بينه وبين أصحابه إلا أن محبته قائمة وهو متوسط في أعماقهم, ويفتخرون بذكره قائلين: ذاك حبيبنا! ذاك قائدنا! نحنُ منه وهو منا!, ويشتاقون لبعضهم وكأنهم تعاشروا سنين طوال, فيتوجعون مما يمُسه, ويخافُ هو عليهم فيبكي قائلًا: “اللهم أمتي أمتي, فقال الله عز وجل: يا جبريل! اذهب إلى محمد، وربُّكَ أعلم، فسَلهُ ما يُبكيكَ؟، فأتاهُ جبريل عليهِ الصلاة والسلام فسَأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ: إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُك» رواه مسلم.
هذا الرجل العظيم أتعبَ أعداءهُ في نجاحه وبلوغ دينه أقطار الأرض وسيرته التي تناقلها الأجيال وتوسدَ الأطفالُ قصصه وبطولاته وخُلُقه النبيل, فلم يترك لهم فجوة صغيرة يستشفون بها حقدهم الدفين, فهم منذُ الآف السنين يحاولون عبثًا أن يطعنوا في اسمه بين الناس وما يزيده ذلك إلا محبةً وتعلقًا به.
مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غــرامُ ؟ فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمـــــــدٍ ؟ لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ
هو صاحبُ الخلق ِالرفيع ِعلى المدى هو قائدٌ للمسلمينَ همـــــــامُ
هو سيدُ الأخلاق ِدون منافـــــــــس ٍ هو ملهمٌ هو قائدٌ مقــــــدامُ
مــــــاذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى فمحمدٌ للعالمين إمــــــــــامُ
مـــــــاذا نقولُ عن الحبيـبِ المجتبى في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلامُ
رسموكَ في بعض ِالصحائفِ مجرماً في رسمهم يتجسد الإجرامُ
لا عشنا إن لم ننتصر يوماً فــــــــلا سلمت رسومُهُمُ ولا الرسام
وصفوك َبالإرهـــــــاب ِدونَ تعقلٍ والوصفُ دونَ تعقلٍ إقحـــامُ
لو يعرفونَ محمداَ وخصـــــــــــالهُ هتفوا له ولأسلم الإعـــــــــلامُ
وأقولٌ :
فأما بعدُ, فلن يضيره نبح الكلاب, وأما قبلُ فقد حفظه الله وحماه من سيئات أعمالهم.

…………………………………………….

للكاتبة / هاجر آل قاسم

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى