المقالات

لغة العاشقين تظهر المحاسن

إن الذي ملأ اللغات محاسناً
جعل الجمال وسره في العين

للغة العربية حرفين يميزانها عن غيرها العين والضاد كما ذكر الماوردي ، وهذا لا يقلل شأن غيرهن فحروف العربية تحمل المعنى والمبنى في جميع التراكيب ، ولكننا سوف نضع حرف العين تحت مجهر لغتنا العربية جملةً وتفصيلاً ، فالعين يحتل رقم ثمان عشر من أبجديات اللغة العربية ، وهو حرف معجم بمعنى أنه غير منقوط ، وذلك الصوت الذي يقطر شهداً ، حيث أنه حرف المكنون النفسي والحوار الودي ، فإذا تقدم الكلمة لبست لبس الجمال حباً وشهداً (
أنتِ عيني وعضيدي، وأنتِ عافيتي وعمري، وأنتِ عطري وعبيري، وأنتِ عشقي وعطائي، وأنتِ عطفي وعزي، وأنتِ عندليبي وعمادي، وعمود حياتي )
فهو الحرف الفاتن ، الذي فتن الخليل بن أحمد الفراهيدي فاختاره عنوان لمعجمه ( العين ) …
وللعين مثل غيرها من حروف المباني تتغير شكلاً على حسب موقعها من الكلمة وهي بذلك تعطي جمالاً وجودة وفناً …
ويذكر القيرواني بأنه : سُئل بعض الكتاب عن الخط متى يستحق أن يوصف بالجودة ؟
قال : إذا اعتدلت وطالت ألفه ولامه واستقامت سطوره وضاهى صعوده حدوده ، وتفتحت عيونه ولم تتشابه راؤه ونونه وأشرقت قرطاسه ،وخيل أنه يتحرك وهو ساكن .
وكما قال دونسون روس : إن الحروف العربية مرنة سهلة لها في النفوس ما للصور من جمال الفن ولا سيما حينما تنقش في المساجد والمباني …
وذكر ابن جني في كتابه الخصائص أن حرف العين يشمل على ستمئة وأربعة وستين مصدرا تبدأ بحرف العين …
ومن جمالياته أنه وحده يحمل معنى الأمر ومن ذلك :
( عِ الدرسَ جيداً – صيغة الأمر من الفعل وعى )
وهذا إيجاز واختزال تميز به هذا الحرف وأخوته من بعض الحروف في لغة تعاظمت بأن استوعبت الفرقان حرفاً وحديث سيد الانام روايةً .

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى