المقالات

العاطفة العمياء !

” عايز أختي كاميليا ” تحت هذا الشعار بدأت حملة في أواخر سنة 2010م  قادها أحزاب وجماعات متطرفة صنفت لاحقاً كمنظمات إرهاربية ..  تطالب بالافراج عن كاميليا بعدما تم الترويج لقصة إحتجاز الكنيسة القبطية لزوجة قسيس أعلنت إسلامها ، وقام عدد من رموز هذه الجماعات والأحزاب المتطرفة بإقامة مظاهرات تحريضية أمام بعض المساجد تحت شعار “عايز أختي كاميليا”، وقاموا بسب الأقباط والكنيسة بألفاظ نابية

ويأتي ذلك  كافتعال مشكلة أمراة قبطية أخرى بعد قصة وفاء قسطنطين في عام 2006م .. وتم إستغلال الموقف من الجماعات المتطرفة في مصر برعونة العاطفة العمياء والبلطجة الموجهة لإشعال الفتنة الطائفية فقد تناوب رموز جماعة الأخوان الإرهابية في ذلك الوقت عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي داخليا وخارجيا و على قنوات الجزيرة القطرية عبر برامجها في الترويج لهذه القصة وبث الكراهية وإحداث الإنشقاق وإثارة العاطفة الدينية لخلق الفوضى ليصدقهم البسطاء وعامة الشعب مستغلين العاطفة الدينية لتحقيق مكاسبهم السياسية والمضي قدما بمشاريعهم الحزبية المتطرفة وترتب على ذلك عدة أحداث في مصر وخارجها

من أبشع ماكان وقتها هو تفجير كنيسة القديسين بمدينة الإسنكدرية وقبلها باربعين يوم تم استهداف كنيسة سيدة النجاة بالعراق من قبل داعش  وأدعوا  انه من أجل  كاميليا !

ولاحقا قام تنظيم داعش الإرهابي باختطاف وذبح 21 مسيحياً مصرياً في ليبيا مهدداً باختطاف وقتل المزيد ممن وصفهم بـ رعايا الكنيسة المصرية !.

بعد ممارست التحريض وشق الصف الداخلي من قبل المتطرفين والجماعات الإرهابية  أنتشرت الفوضى وعمت أرجاء البلاد وصاحب ذلك  سوء أحوال أقتصادية وأمنية وإجتماعية أدخلت مصر في نفق مظلم ومصير مجهول تضرر منه الشعب المصري جعله أسوا مما كان بكثير ولازالت تأثيرات تلك المرحلة السوداوية لم تتعافى منها كلياً مصر الشقيقة .

الصادم  أن كاميليا نفسها حسمت ذلك الجدل، عندما ظهرت على إحدى القنوات المسيحية، في مايو/ أيار من العام 2011، بجوار زوجها، لتؤكد عدم اعتناقها الإسلام، وقالت إنها تركت المنزل بسبب “خلافات زوجية.

بعد ذلك كله من يتحمل كل تلك النتائج الكارثية للكراهية والأنفس البريئة التي قٌتلت والحقوق التي نٌهبت و المجتمع الذي شوهته الطائفية والوطن الذي كاد أن يضيع   ؟!  كل ذلك بسبب عاطفة عمياء جرفت آلاف البسطاء خلف إشاعات روج لها بنظريات الكراهية والأحقاد وإثارة العاطفة الدينية عن طريق منظري ” الإسلام السياسي ” وداعمي ثوراته وعنفه فقط  ليشعلوا حماسة الشباب المخترق نحو الأفكار الإرهابية . وعندما نقول الإسلام السياسي هنا نقصد كل من استخدم الإسلام لغرض سياسي أي أمتطى صهوة الدين لتحقيق أهداف سياسية  مثل نظام الولي الفقيه وجماعة الأخوان الإرهابية وتنظيم داعش الإرهابي .

عزيزي القارئ عندما يلبس الخائن ثوب الأمانة والمنحل يضع عمامة الإلتزام والمفسد يدعي الإصلاح و الأناني ينادي بمصلحة الأمة  ويقفون في كل مناسبة وحدث يستجد يخطبون وينادون ويحرضون فأحذر أن تأخذك العاطفة الإنسانية أو الدينية أو غيرها بطيب نية إلى الإنخداع

بهولاء المنافقين والمدعين لانهم يعرفون كيف يلامسوا مشاعر وعواطف البسطاء وعامة الناس ممن يغيب عنهم الوعي .. من منطلق حاجة او معتقد يعرف كيف يوظف هولاء ذلك لمصلحتهم ليستغلوا اندفاع البعض بسبب مشاعرهم الصادقه والإنسانية والتي قد تعمي احياناً عن رؤية الصورة كامله .

لا تكن ضحية اجندة سياسية تخلق الفوضى والدمار او مصالح انانية لأحزاب ومنظمات وجماعات تجلب الفوضى والدمار لك ولمن حولك من اجل مشاريع حزبية أنانية متطرفة ومصالح ومنافع أنت هو كبش فدائها .

وقد حذر مركز الحرب الفكرية التبع لوزارة الدفاع ، من مخاطر الشائعة وإثارة العاطفة الدينية المجردة عن الوعي ” العاطفة العمياء ”  كونها تمثل أحد أسلحة الفكر الضال وأن مخاطر الشائعات وإثارة العاطفة الدينية تظهر من خلال المبالغة المكررة في خلق الإثارة ومحاولة تسليط الحملات القائمة على أساليب التمويه والمناورة على أهداف معينة ،سواء كانت تلك الأهداف أشخاصاً او مؤسسات يعتبرهم التطرف تهديدا لمشروعه وفكره.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
ksa