المقالات

كنت أجلس هناك

الكاتب / عبدالمحسن أحمد آل لافي

———————————————————————

مساء يوم السبت، في مطار الرياض، تحديداً عند أحد البوابات، كانت جالسة هناك، أمرأة لا يتجاوز عمرها الأربعين، تنتظر إعلان فتح البوابة، للرحلة المتوجهة للدمام.
فجأه جاءها رجل ثلاثيني قال لها “لوسمحتي كنت جالس هنا!”، قامت من كرسيها مندهشة، من الطلب الغير متوقع. لم تعرف أن هناك من نسى رجولته في مكانٍ مجهول، لم تدري بأن هناك من لا يعرف أخلاقُنا، نسيت بأن هناك من لا عقل له. صحيح كدت أنسى بأنه يبدوا محترماً، طلب منها أن تقوم من مكانها بطريقة مهذبة. ولكنني أتساءل أين الرجال من تفضيل المرأة الغير قادرة على التحمل في مقاعدهم، لا يسمعون، لا يرون، لا يتكلمون ، ﻻ يحسون. أحياناً ننسى بأننا بشر يسبقنا ديننا، نتعامل مع الأشياء باللاوعي. ننسى بأننا عندما نترك مكاننا لا يحق لنا أن نرجع فيه لأنه ليس ملك خاص لنا بل مكان عام من حق الجميع، فكيف لنا أن نتذكر بأننا قد نستغني عن مكاننا لأجل شخص أحق منا. من قال يوماً بأنه يحق لأي إنسان بأن يخترق طابوراً طويلاً حتى يسأل الموظف بأمور تخصه هو فقط، “هل هنا أقف؟”، “أين أتجه”، “هل ممكن أن تقرأ ورقتي فتعلمني أين أذهب؟”، تقول بأن هذا لن يعطل الطابور بل أنك تريد فقط التأكد، ولكن أشخاص كثر يحملون نفس تفكيرك، واحداً تلو أبيه يكرر فعلتك فيعطلنا جميعاً. كدت أنسى بأن المرأة بعد ذلك إتجهت لتبحث عن مكان آخر والذي يعد مستحيلاً بسبب الزحمة آنذاك.

اظهر المزيد

‫5 تعليقات

  1. مقالٌ جميل و معبر! ليته يقرأ مقالك ليرتقي و يتعظ! شعب لا يتقن التفريق بين ما يملكه و بين ما هو ملك للجميع! فيخرب الممتلكات العامة و ينسب لنفسه ما ليس له!!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
ksa